الحاجات لم تتغير بل تطورت

ت + ت - الحجم الطبيعي

شغف الإنسان لا حدود له خصوصاً عندما يتعلق الموضوع بالمعرفة، حيث تجده يسعى دائماً نحو التطور والتقدم، ولديه حماس لإيجاد حلول لكل ما يتعرض له في الحياة من عقبات وصعوبات، يتضح مثل هذا الشغف، عندما نعود إلى عصور غابرة من تاريخ البشرية، حيث تجد أن مجالات مثل الصحة والأمن والغذاء، كان لها الأولوية في الاهتمام، لأن الموت كان نتيجة لها، فلم يكن الأمن متوفراً حيث يقضي الإنسان مطارداً من السباع والحيوانات المفترسة، وكان همه البالغ إيجاد الغذاء، أما المرض فقد كان يفتك به دون أن يعلم ما السبب، فكان من البديهي أن تكون مثل هذه الحاجات هي الرئيسية، ومع أنها تبقى حاجات رئيسية حتى في وقتنا الحاضر، إلا أن التقنيات والتطور المهول الذي وصلت له البشرية مكن الإنسان من علاج مثل هذه الاحتياجات حتى ظهرت حاجات أخرى لا تقل أهمية، مثل توفر شبكة المعلومات الإنترنت، والعديد من المعدات والأجهزة التي تصنع الطعام وتراقب أمن الإنسان وأيضاً معدات تساهم في العلاج والشفاء.

وهكذا نجد أن التطور التكنولوجي والمعرفي، رغم أنه ساهم في حماية البشرية، إلا أنه أظهر حاجات أخرى أكثر إلحاحاً للإنسان.

الحاجات لم تتغير بل تطورت، هذا على مستوى عام وشامل، لكن إن نظرنا للإنسان بشكل فردي، فإننا نجد أن لديه حاجات هو أيضاً، فالطموح وتحقيق الأهداف والنجاح وتحقيق الرفاه المادي والاجتماعي، تبقى ماثلة، فالحاجة هنا ليست للغذاء ولا للأمن، بقدر أنها حاجات ذاتية توفر الثراء النفسي والإشباع والاستغناء، وتعطي شعوراً بالتميز والتفرد وأنه عنصر فاعل في مكون مجتمعه.

ولعل السؤال البديهي الذي يجب أن يطرحه كل واحد منا على نفسه، ماذا عني، ماذا عن طموحاتي وتطوري ومكانتي؟ الإنسان دون هدف، دون غاية، سيشعر بالإحباط ويشعر بأن كل ما يؤديه ويعمله بلا طائل، ودون أي هدف.

Email