«إن طموحاتي لتحقيق مزيد من المكاسب والإنجازات للمرأة الإماراتية لا حدود لها، وسنسعى حثيثاً، ونعمل جاهدين لتعزيز دورها في مختلف المجالات، ليكون لها السبق والريادة في مختلف مواقع العمل وتفعيل دورها، وتعظيم مسؤولياتها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والثقافية وغيرها من المواقع، بحيث تصبح المرأة الإماراتية، كما قلت في أكثر من مناسبة، شريكاً حقيقياً فاعلاً في برامج وخطط التنمية المستدامة، وليست شريكاً فقط». سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات».

لقد شقّت المرأة الإماراتية طريقها نحو النهضة والتقدم، في ظل نهضة الاتحاد وراعية نهضة وتقدم المرأة «أم الإمارات»، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، والتي قادت الحراك النسائي العام، على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ خمسة عقود مضت، حتى أصبحت اليوم «المرأة الإماراتية» شريكاً للرجل، تعمل في كل التخصصات والمهن التعليمية والاجتماعية والتربوية والإعلامية والطبية والعسكرية، وأستاذة في الجامعة، وعضواً برلمانياً وسفيرة تمثل بلادها خارج الحدود.

ومما لا شك فيه أن تمكين المرأة في دولة الإمارات في كل مجالات العمل، أصبح شاملاً من دون استثناء؛ بعد أن أعلنت الدولة أنها حققت التوازن بين الجنسين، وأصبح جميع أفراد المجتمع يتمتعون بحقوق وواجبات متساوية، ما يؤكد أن التمكين السليم الذي ينصف المرأة بلا منازع، هو إزالة المعيقات، وإتاحة المجال لها، لتعبر عن قدراتها وطاقاتها ومواهبها، وأن ترتقي بمكانتها في إطار من التنافسية، التي تفرض عليها تطوير إمكاناتها الذاتية، وهو الأمر الذي يؤكده دوماً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بقوله: «إن المرأة في الإمارات كريمة ومحترمة ومقدرة، لأن ديننا هو الإسلام، ومؤسس دولتنا هو زايد ووراء نهضتنا قيم عربية أصيلة»، وأشار سموه إلى أن الإمارات احترمت المرأة، فأصبحت مساهمتها تفوق الرجل في الكثير من القطاعات، لأن المرأة إذا توافرت لها الظروف والبيئة المناسبة، فإن عطاءها يتجاوز كل التوقعات.

إن دعم القيادة الإماراتية الرشيدة والمجتمع للمرأة، وتقدير المنظمات الدولية والإقليمية لها زاد من حماسها، وأكسبها أبعاداً جديدة ومتطورة لا مثيل لها، وخصوصاً بعد أن استطاعت أن تحصد المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر «احترام المرأة»، وذلك في نتائج تقرير عالمي جديد مختص بقياس التطور الاجتماعي في مختلف دول العالم، يقوده فريق من الخبراء العالميين، والذي جاء بتوصية من مجلس الأجندة الدولي التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، كونه مقياساً جديداً مكملاً لتقارير التطور الاقتصادي.

والمتعارف عليه أن مكانة المرأة وتقدمها في أي مجتمع يعكس مدى تطور ورقي وتحضر المجتمع الذي تنتمي إليه، وفي دولة الإمارات يواكب تطور مكانة المرأة وتمكينها في المجتمع الطفرة الهائلة في التنمية والإنجازات العملاقة والمكانة الريادية، التي تحتلها الإمارات على المستويين الإقليمي والعالمي..! ودليل على ذلك: «مكتب اتصال الأمم المتحدة»، والذي يعتبر المكتب الوحيد في المنطقة العربية، والثالث في العالم كله، ما يثبت أن «دولة الإمارات» أصبحت نموذجاً في تمكين المرأة، وأن هذا التمكين وهذا الإنجاز هو نتاج وجهود الخطة الاستراتيجية الوطنية لتطوير المرأة، التي أسستها وقادتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» وجهود سموها في تعزيز دور المرأة في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية

إنه وبمناسبة «يوم المرأة الإماراتية»، والذي يصادف الثامن والعشرين من أغسطس، لا يسعنا إلا أن نقول: «إن ابنة الإمارات استطاعت، بفضل الحماية القانونية، التي وفرها لها دستور الدولة وما نص عليه من المساواة بين الجنسين، أن تكون على مستوى أحلام القيادة الرشيدة واستراتيجيتها في عمليات البناء والتنمية».

إن المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان دائماً يؤكد أهمية مكانة المرأة، وعمل بكل جد واجتهاد على أن تأخذ مكانتها في المجتمع، إلى أن أصبحت الإماراتية تشارك بفعالية في مسيرة التنمية والبناء.

إن المرأة الإماراتية لها أن تفخر بما تحقق لها من حقوق دون تمييز، وما حققته هي في كل مناحي الحياة، حيث أثبتت جدارتها في تولي كل الوظائف والمهام التي أسندت لها، في ظل قيادة رشيدة مدركة أهمية حقوقها ومكانتها الأسرية في المجتمع.

ختاماً، تحية اعتزاز تقدير وعرفان لقائدة ورائدة النهضة النسائية الإماراتية «أم الإمارات» في يوم المرأة الإماراتية، ولكل إماراتية في يومها.. نحو مزيد من العطاء والتقدم والإنجاز، بإذن الله.