المرأة الاقتصادية.. 50 عاماً من التنمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد أشهر قليلة، تحتفل دولة الإمارات باليوبيل الذهبي لتأسيسها، وهي ذكرى تجسد مسيرة عمل وإخلاص، شاركت بها مختلف مكوناتها، بدءاً من أعلى هرم قيادتها الرشيدة، مروراً برجالها ونسائها وشبابها وفتياتها.

وأدركت الدولة، منذ بداياتها أن تمكين المرأة يضمن لها تفعيل مشاركة نصف المجتمع، والاستغلال الأمثل لقدراته في مختلف المجالات، ودعم استراتيجيات التوطين في القطاعين الحكومي والخاص.

ويعني احتفال الدولة بيوم المرأة الإماراتية، الذي يصادف يوم 28 أغسطس من كل عام، تسليط الضوء على الإنجازات، التي تحققها بنات الوطن من عام لآخر، والتي تعد ثمار برامج وخطط وضعتها المؤسسات المعنية، والعمل على متابعتها وتقييمها باستمرار.

إذاً نحن أمام مسيرة متواصلة زرع بذرتها الأولى المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي رسخ مبادئ المساواة بين أبنائه وبناته، بعد أن أسس مراكز محو الأمية والمدارس والجامعات وإطلاق برامج البعثات والمنح الدراسية.

وبمساندة أم الإمارات رائدة العمل النسائي سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، تم إرساء الأسس القوية نحو تمكين المرأة، وتفعيل دورها في المجتمع، لتتوالى إنجازاتها ونجاحاتها، بعد أن حققت مكاسب عديدة في كل المجالات، وكان ذلك كله في إطار استراتيجيات أوسع، وصولاً إلى التنمية المستدامة في الدولة. ويعزى الفضل لسموها بإطلاق أجندة العمل النسائي في 8 فبراير 1973، لتتوالى بعدها تطوير كيانات تتولى كل الجوانب المتعلقة بتمكين المرأة ودعمها. ومن هنا، فإن المكانة التي حققتها المرأة الإماراتية تعدّ ترجمة صادقة لرؤية قيادتها التي وفرت لها كل المقومات للوصول إلى التميز والريادة أسوة بمسيرة المرأة في الدول المتقدمة.

وعندما ننظر إلى المساهمة الاقتصادية للمرأة في الإمارات، يتبين أن ذلك قد تحقق بفضل تمكينها تربوياً وأكاديمياً واجتماعياً وصحياً، إلى جانب مساندتها بالقوانين والتشريعات التي تصون كل حقوقها. وبفعل ذلك، بات الطريق ممهداً أمام رائدات الأعمال وصاحبات المشاريع والأفكار لتأسيس كيانات مستقلة لهن يتولين إدارتها بكفاءة وجدارة في كل القطاعات.

وبعد إطلاق حكومة الإمارات أكبر استراتيجية عمل وطنية للاستعداد للخمسين عاماً المقبلة، في إطار رحلة تنموية رائدة للسنوات الخمسين المقبلة، ستلعب المرأة الإماراتية دوراً مهماً ضمن كل فئات المجتمع للوصول بدولتنا إلى أعلى المراتب في كل المجالات، ومن المؤكد أن النجاح سيكون حليفاً لها بفضل مؤهلاتها وخبراتها، والأهم من ذلك كله ثقة قيادتها بها، لتشغل مناصب كانت لفترة طويلة حكراً على الرجال.

Email