السودان وفرص النجاح

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتمتع السودان اليوم بفرصة كبيرة لوضع نفسه على طريق التجديد الاقتصادي حيث إن المناخ الآن أصبح مواتياً أكثر من ذي قبل بعد التغيرات التي حدثت في كل المجالات بفضل النهج الصحيح الذي تدير به حكومة السودان سياساتِها الداخليةَ والخارجيةَ في هذه المرحلةِ الحاسمةِ، فما تحقق من إعفاءات لنسبة كبيرة من ديونه البالغة نحو 60 مليار دولار خلال الأسابيع الأخيرة إنجاز ستترتب عليه مزيد من الانجازات إذا ما ارتبطت بإصلاحات حقيقية بحل المعضلات التي تعترض تنفيذها واستكمال عملية السلام والخروج من الأزمة الهيكلية التي يعيشها الاقتصاد السوداني والناجمة عن الفساد الذي لازم فترة حكم عمر البشير، والذي قدرت خسائره بنحو تريليون دولار. إضافة إلى تسوية المتأخرات وتوحيد سعر الصرف.

الديون كانت هي المانع الرئيس للسودان من المشاركة والتفاعل مع شركاء التنمية المالية الدولية والاستفادة منهاـ ولا شك أن إعفاء الخرطوم يساعد في فتح صفحة جديدة لعلاقات السودان مع المجتمع الدولي والوصول إلى الموارد المالية الإضافية المهمة لدعم الإصلاحات الاقتصادية الصعبة التي تنتهجها الحكومة الانتقالية بعد سنوات من فساد الحكومة السابقة وسوء الإدارة والإنفاق المفرط على القطاعين العسكري والأمني.

حقيقة البلد غني بموارده لكنها تحتاج إلى الاستغلال الأمثل وإدارتها بوطنية لصالح البلاد، حيث إن ولايات السودان كافة تملك ميزات يجب تسخيرها لصالح المواطن إذ إن الاستثمار هو المخرج الوحيد لاستغلال موارد السودان المتنوعة وأن على أصحاب رؤوس الأموال ضخ مبالغ ضخمة لاستخراج كميات مهولة من المعادن والنفط التي يذخر بها السودان في مواقع مختلفة ولكن على الحكومة تسخير بيئة ملائمة لذلك.

السودان ما كان ليبلغ هذه المراحل المتقدمة لولا صبر الشعب السوداني على الشدائد، فمعالجة الضائقة المعيشية وتحقيق الإنعاش الاقتصادي ومعالجة التحدي الأمني يتطلب إصلاحات عميقة في كل القطاعات دون استثناء، حيث إن التدهور المستمر في قيمة الجنيه السوداني أثر بشكل مباشر في معدلات التضخم والمستوى العام لأسعار السلع الأساسية، فالحكومة باستطاعتها الآن الحصول على مليارات الدولارات من الأموال الجديدة من مؤسسات متعددة الأطراف لإنفاقها على الرعاية الصحية والتعليم، وتحسين معيشة السودانيين الذين يدعمون كل مسار صحيح من شأنه تخفيف الأعباء.

Email