أنت موهوب بقدر استعدادك

ت + ت - الحجم الطبيعي

دائماً ما يؤكد علماء التربية والنفس ونحوهم من الدارسين والباحثين في العلوم الإنسانية، مثل علم الإنسان والطبيعة البشرية والمجتمع؛ أن كل إنسان يملك مواهبة وقدراته الخاصة، كل إنسان لديه توجهات ورغبات دفينة داخل النفس تحتاج للاكتشاف، وهذه القدرات والتوجهات قد تكون عبارة عن نجاحات في الحياة، ولكن المشكلة التي تقع دوماً ويتعرض لها الكثير من الناس، هي الجهل بالآلية أو الطريقة التي تمكنهم من الكشف عن هذه الكنوز داخل النفس وفي عمق العقل، الجهل بطريقة إخراجها وتوظيفها لتحقق النجاح والتفرد والتميز. وإذا اتفقنا على حقيقة وجود الموهبة في كل إنسان، فإنه لا يمكن الاتفاق على وجود القدرة والمعرفة والوعي لدى الجميع لإنتاج هذه الموهبة وتطويرها وإخراجها للنور، وهنا تكمن المشكلة كما يقال. مر بنا الكثير من الناس خلال مسيرتنا الحياتية ونراهم متميزين بالمهارة والجدية والنشاط والذكاء، لكنهم في الموقع الخطأ، يستنزفون قدراتهم في بيئة بعيدة تماماً عن توجهاتهم وعن رغباتهم، وبعيدة تماماً عن ميولهم ومواهبهم، لذا بات عملهم اعتيادياً ومنتجهم في حده الأدنى، وفعاليتهم وحضورهم في شكل اعتيادي. لذا من المهم أن نعرف أنفسنا، أن نعرف قدراتنا، أن نعرف مواهبنا الدفينة، وأن نحاول إخراجها وإنتاجها والتعامل معها. يقول غاندي: الفرد نتاج أفكاره، فما يظنه بنفسه سيتحقق. 

الجميع يملكون العقول والمواهب والقدرات التفكيرية الفذة، لكن قلة جداً من يوظف هذه القدرات بوعي ومعرفة، قلة من يتوجه لتنمية هذه القدرات من خلال التعلم والقراءة. لديك القدرة على اكتشاف الموهبة، ومعرفة ما الذي تريده وما الذي تجد نفسك فيه، هي مهمتك الرئيسية، وهي أول خطواتك نحو النجاح. المهم أن تبدأ من الآن. وكما يقول المثل الشهير الذي ينسب للأمة اليابانية: رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة.

Email