قبل أن ننطلق نحو «إكسبو»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يتبقَ سوى ثلاثة أشهر أو أقل ويبدأ أضخم وأروع احتفالية تجارية عالمية والحديث هنا عن «إكسبو 2020 دبي»، وبعد أكثر من خمس سنوات من التحضير والتجهيز لاستضافة العالم في هذا الحدث الذي من المنتظر أن يكون الأروع، ونحن على ثقة بأنه سيكون كذلك، فدبي مدينة الإبداع وليس صعباً عليها أن تصنع الإبهار بكل أشكاله وأنواعه.

قبل أن ننطلق نحو إكسبو علينا أن نعرف بعض الأمور؛ أولها أن هذه فرصة كبيرة لن تتكرر كثيراً، وأن هناك مدناً عالمية قامت على إكسبو، وأصبح لها تأثير عالمي بعد أن أقيم هذا الملتقى فيها، والحمد لله نحن مدينة عالمية قبل إكسبو وعلينا أن نكون مركز العالم بعد إكسبو أيضاً، وعلينا الاستفادة من كل فرصة، ليس من كل فرصة فحسب بل من كل شبه فرصة لنستغلها لمصلحتنا ومصلحة وطننا وشعبنا.

وبالحديث عن شعبنا عليهم هم أيضاً أن يكونوا جزءاً من هذا الحدث، دولتنا بأكملها يجب أن تعيش هذا الحدث الاستثنائي، ولذا علينا أن نزيد من جرعة الفن في استقبال زوار المعرض والوفود القادمة من مختلف دول العالم، نحن، ولله الحمد، محترفون في استقبال الزوار، ولكن هذا الحدث الخاص يتطلب أن نزيد من قدراتنا على استقبال الضيوف وجعلهم يعيشون معنا تجربة لا تنسى تجعلهم يأخذون القرار والعزم للاستثمار في وطننا.

بعد أزمة كورونا نحن في إكسبو سنكون متنفس العالم، سنقود الاقتصاد العالمي نحو التعافي بعد أن يساهم المعرض في عقد صفقات دولية وتوقيع الكثير من الاتفاقيات، وعلينا أن نوفر البيئة المثالية لتعزيز الفرص الاستثمارية العالمية.

هناك توجه حكومي لتبني الاقتصاد الرقمي اقتصاد المستقبل الحالي والقادم وعلينا استقطاب كل مستثمر وكل صاحب فكرة وصاحب مشروع أو مبادرة لها مستقبل لتكون انطلاقته من داخل الإمارات، فكبريات شركات التكنولوجيا بدأت بفكرة واليوم أصبحت إمبراطوريات تنافس دولاً، في حجم تأثيرها واتساع نطاق خدماتها، و«إكسبو 2020 دبي» توفر بيئة جاذبة لأصحاب العقول الذين يتطلعون إلى أن يحظوا بفرصتهم في أرض الفرص، فكل حالم بالتطور سيتواجد فيها، ومهمتنا توفير البيئة الحاضنة والمشجعة لنعزز مشاريعنا الرقمية العملاقة.

نحن دولة سياحية، والسياحة لدينا مهمة جداً، وأنا متأكد أن زوار المعرض سيجدون الكثير من الوجهات ليقضوا فيها أوقاتاً ممتعة، ولكن هذا لا يكفي، بل علينا تشجيعهم على التمتع بجمال وطننا وأن نوفر لهم باقات مرافقة لباقات إكسبو لزيارة أهم الوجهات في وطننا الممتع، ويكون الحدث فرصة لنعرفهم على طبيعة وطننا وشعبه وطبيعة منطقتنا العربية والخليجية التي نحن فيها رمزاً للاستقرار والتطور، ومن يزور إكسبو عليه أن يعود لوطنه ليحدثهم عن روعة أرضنا وشعبنا ومجتمعنا، ويكلمهم عن روعة مناطقنا ووجهاتنا والخدمات التي وجدها على هذه الأرض، يدهشهم بحديثه عن الإبهار في كل شبر داخل الإمارات.

ربَ ضارة نافعة، فمع تأجيل إكسبو إلى العام الحالي، بسبب جائحة كورونا، سيتزامن هذا الحدث مع العديد من الأحداث والمعارض المهمة في وطننا، مثل معرض دبي للطيران والذي يوجه أنظار العالم نحو الصفقات المليارية التي تتم من خلاله، وفي هذا العام علينا استثمار جميع الأحداث والمعارض لتعمل على خط متوازٍ مع أحداث الملتقى لتكون التجربة عشرة تجارب، وتكون الفرصة مليون فرصة، ونحن قادرون جداً على تنظيم المعارض الدولية كالمعارض التجارية والمالية والعسكرية والثقافية والآن مع إكسبو نريدها مفاجأة للعالم، وليعلموا أنهم سيأتون إلينا لتكون أمامهم الفرصة لمشاهدة كل هذه المعارض والمشاركة فيها.

قبل أن ننطلق نحو إكسبو علينا كمجتمع أن نكون مستعدين لهذا الحدث، وعلى كل صاحب قلم أو من لديه منصة إعلامية بمختلف الأشكال والأحجام أن يبرز دور إكسبو بأحداثه وفعالياته وإنجازاته لنسطر لدولتنا النجاح في هذه التجربة العالمية، ونقود الرأي العام العالمي ليتحدثوا عن نجاحنا وإبهارنا للعالم والدهشة والإدهاش في إكسبو المتعة.

Email