عبّر عن امتنانك

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثير من سوء الفهم والظن، يحدث في مختلف جوانب حياتنا الاجتماعية، بسبب كلمة عابرة، أو ردة فعل عفوية، لكن الطرف الآخر تلقاها بحساسية، وفسرها على نحو سلبي، وكأن كرة الثلج التي تدحرجت صغيرة، أخذت في النمو، حتى باتت مشكلة كبيرة، يصعب حلها، أو لا يعرف من أين البداية لعلاجها.

فكّر ملياً في كل خلاف عابر حدث بينك وبين صديق أو زميل في مقر العمل، ستجد أن تلك المشكلة واهنة ومتواضعة، ولا تحتاج لردة الفعل المبالغة والعصبية، وحتى القطيعة أحياناً.

خلال حوارات العمل أو النقاشات العامة مع المقربين منا، نحتاج لبعض الليونة، والكلمة الخفيفة، حتى في الاختلاف، أو عند تباين وجهات النظر. لعل واحدة من أهم علاجات الخلافات العابرة، كلمة صغيرة، تعبّر من خلالها عن الامتنان تجاه هذا الشخص أو ذاك، أو في كلمة ثناء تشعر الطرف الآخر بالأهمية وبالتقدير، مثل هذه الكلمات، على تواضعها، إلا أن أثرها كبير ومدوٍ، كأنها تذيب كرة الثلج الضخمة، وتطفئ تلك الشرارة التي بدأت تتقد بسبب الخلاف والتباين، عندما نقحم كلمات الثناء والتقدير والاحترام وسط نقاشاتنا والمواضيع التي نختلف فيها، فإنها تفعل فعل السحر في تذليل العقبات وجعل الطرف الآخر أكثر قابلية واستعداداً لتفهم طبيعة الخلاف وأنه ينطلق من نقطة عملية مهنية وليس من نقطة ذاتية وشخصية.

تقول الكاتبة الأمريكية مليودي بيتي مؤلفة كتاب «لا مزيد من الانغماس في هموم الآخرين»: الامتنان يفتح امتلاء الحياة، إنه يحول ما لدينا إلى ما يكفي وأكثر، إنه يحول الإنكار إلى قبول، والفوضى إلى النظام، والارتباك إلى الوضوح، ويمكن أن يحول وجبة إلى وليمة، وغريب إلى صديق، الامتنان يعطي معنى لماضينا، ويجلب السلام لليوم، ويخلق رؤية للغد.

عبر عن الامتنان والعرفان تجاه الآخر، لن تكلفك هذه الكلمات شيئاً، لكنها ستحقق المعجزات.

Email