"لا تشلون هم".. كلمة استراتيجية قبل أن تكون لغوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصبحت الجائحة جزءاً وهاجساً شغل الدول والمجتمعات والأفراد، فتعامل البعض معها على أنها واقع، واستسلم مترقباً الغد ماذا سيكون؟ والبعض الآخر مترقب للدول الكبرى والدول الصناعية ماذا ستفعل؟، والبعض يترقب ماذا يفعل الجار حتى يعمل مثله إن كان فرداً أو دولة، ولا نستطيع أن نشير لأي كان بأنه مقصر «إن كانت دولة أو مجتمعاً أو فرداً»، لأن هذا الوباء أتى بدون سابق إنذار، لقد شعر العالم بالفعل بتأثير واسع النطاق من خلال خفض الوظائف وتعطيل الحركة العالمية وانهيار وإفلاس الشركات، وانخفاض البورصات العالمية، وأصبح العالم في حرب غير مرئية جنودها الطاقم الطبي والصحي والأمني وضحاياها الجميع، فأصبحت الجائحة ليست وباء صحياً فقط، بل اقتصادياً ومعيشياً واجتماعياً وتعليمياً.

أثبتت بعض الدول أن هذا الفيروس بات امتحاناً لها ولمنظومتها الاستراتيجية ولمؤسساتها وقدراتها القومية على المواجهة، كما أنه اختبار لسياستها الخارجية ومدى القدرة على التواصل والاطلاع على أفضل الممارسات لاحتواء العدوى في عالم تعددت وسائل اتصاله من خلال التجارة والتبادل والسفر والصحة والتعليم، وربما لا يكون بمقدور كل دول العالم أن تواجه هذه التحديات.

دولة الإمارات العربية المتحدة مرت كما العالم أجمع بهذا التهديد، وقامت بتفعيل وإدارة منظومة استراتيجية متكاملة على جميع المستويات، ووضعت مستهدفات رقمية عاجلة وتوجهت للاطلاع على أفضل الممارسات العالمية فأصبحت الدولة رائدة في التعامل مع الجائحة، وأصبحت قدوة ينظر لها من دول العالم والمنطقة، ومن أبرزها أن العالم يراقب مصانع الأدوية واللقاحات والإمارات أصبحت مركزاً في ذلك، وأصبح اللقاح بالمجان في وقت لا زال يعاني مئات الآلاف حول العالم من الوصول إلى المستشفيات لصعوبة الحصول على الفحص، بينما في دولة الإمارات العربية المتحدة فتحت قنوات للفحص من المركبة وتم تفعيل الأنظمة الإلكترونية والتقصي المتقدم وتفعيل نقاط فرز للممرات الحيوية مثال نقطة غنتوت، والوصول إلى المساكن وأماكن العمل، وفي كل رقعة من أرض الوطن مركز للتقصي المبكر والمسح، وتوجت الدولة أداءها بإحاطة إعلامية لأبرز المستجدات لبث الاطمئنان، وإيصال ما يستجد في عالم البحوث والطب، وعملت على تشريع اللوائح والإرشادات التي توضح آلية التعامل مع هذه الجائحة، لم يتوقف التعليم ولم تتوقف الحياة المعيشية للإنسان، وتم تفعيل جميع المرافق والمؤسسات لمنظومة استمرارية الأعمال والاستدامة، تناغم مع جميع القطاعات، هل هذا وليد اللحظة ؟ طبعاً لا، هذه بنية استراتيجية وتحتية أسسها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، وأكملها قادة لديهم استشراف مستقبلي للتطوير والنهوض بالإنسان والتعامل مع التحديات، مما جعل دولة الإمارات العربية المتحدة مثالاً يحتذى به، ورائدة يقتدى بمسارها في معظم دول المنطقة والعالم بتحويل التحديات إلى دروس يستفاد منها، فأصبح كل من على هذه الأرض الطيبة من المواطنين والمقيمين والزوار يرددون بكل ثقة جملة ليست لغوية فقط، ولكن مضمونها استراتيجي لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: «لا تشلون هم».

كلمات دالة:
  • جائحة ،
  • وباء ،
  • فيروس،
  • الإمارات
Email