لا تجعل من قلبك مكاناً له

ت + ت - الحجم الطبيعي

الإحساس بالحزن من وقت لآخر، أمر متوقع، بل حالة طبيعية، تعتري كل إنسان، فالحزن أحد المشاعر الإنسانية، المقدر أن نمر بها جميعاً، ومع أننا في بعض الأوقات لا نعرف سبب تلبّسه بنا، إلا أنه من المهم أن نتركه يعبر دون إطلاق أحكام قاسية على أنفسنا، نتركه يمر مثل أي مشاعر أخرى، كالفرح، الحماس، الغضب.

 لعل المعضلة في هذا السياق، عندما يستوطن الحزن في القلب، ويبقى في دواخل النفس والروح، هنا، تكون المشكلة، لأنه تبعاً لهذه الحالة، تتولد مشاعر أخرى لا تقل قسوة، مثل الإحباط والأسى والكآبة وغيرها. علماء علم النفس، تحدثوا مطولاً عن أسباب الشعور بالحزن المفاجئ، الذي يزور الإنسان لبعض الوقت ثم يختفي، وأيضاً توقفوا عند أسباب الحزن الطويل والممتد، ووضعوا الكثير من الأسباب، منها الشائعة، ولعل من أهمها أساليب التربية والحرمان العاطفي التي ترجع للطفولة، حيث إن الطفل قد يكون عانى من الحاجة للشعور بالاهتمام والحنان والعطاء، وأثر هذا النقص العاطفي في شعوره كشخص بالغ، فتمثل على شكل حزن وفراغ دائم، ومن الأسباب الأخرى، كراهية الذات، وهذا قد يكون سببه المعايير الاجتماعية الصعبة، والمقارنة بالآخرين في النجاحات، سواء المادية منها أو الاجتماعية.

لأن هناك معايير خاطئة في البعض من المجتمعات، بواسطتها يتم الحكم على الشخص إن كان ناجحاً أو غير ذلك، مثل المستوى المادي والوظيفة ونحوها. عند عدم تحقق هذه الجوانب، يشعر الفرد بالهزيمة والفشل والضعف في محيطه، وكأنه لم يحقق المعايير والشروط المطلوبة، ليكون عنصراً فاعلاً ومفيداً في مجتمعه، هنا، تتوالد مشاعر الحزن، وتظهر بين وقت وآخر، فهو غير راضٍ ومهزوم. هي نصيحة، لا تجعل للحزن مكاناً في قلبك، ولا تجعل من روحك بيتاً أو مزاراً له، كن دائم التخلص من المشاعر السلبية، وكل ما يؤثر في نفسيتك، فمن هنا، تبدأ الحياة الصحية.

 

Email