انتفاضة أوروبية ضد الإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

شكل إعلان ألمانيا حظر منظمة «أنصار الدولية» أحد أذرع جماعة الإخوان في 6 مايو الماضي، بداية جديدة ومختلفة في القارة الأوروبية للتعامل مع خطر التنظيمات الإرهابية بعد أن كشفت المخابرات الألمانية علاقة ودعم تنظيم أنصار الدولية لأخطر التنظيمات الإرهابية العالمية مثل جبهة النصرة وحركة الشباب الصومالية، وعزز من الشعور الأوروبي بالخطر المحدق ما كشفته النمسا من وجود ارتباط عضوي بين المؤسسات التي يديرها تنظيم الإخوان في النمسا ومنظمات إرهابية داخل الاتحاد الأوربي وخارجه، وهو ما دفع دول الاتحاد الأوروبي للقيام بانتفاضة ضد التنظيمات الإرهابية، فما هي أشكال هذه الانتفاضة؟ وكيف يمكن البناء عليها لدعم الاستقرار في أوروبا والعالم؟.

تشريعات جديدة

دفعت الأحداث التي وقعت في ألمانيا والنمسا منذ بداية العام الجاري وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر، إلى حظر منظمة «أنصار الدولية» وكل أجنحتها التي تمول تنظيم الإخوان.

ووفق توصيف «ستيف ألتر» الناطق باسم الداخلية الألمانية، فإن الشبكة الإخوانية تمول كل جماعات الإرهاب حول العالم، وهذا ما يتفق تماماً مع تقييم سابق للمخابرات الألمانية، بأن خطر تنظيم الإخوان لا يقل عن خطر داعش والقاعدة على الحياة الديمقراطية في ألمانيا، لأنّ غالبية العناصر الإرهابية مرت في فترة ما داخل الإخوان، وهو نفس التقييم الذي توصل إليه رئيس جهاز المخابرات الألمانية في ولاية شمال الراين فيستفاليا بوركهارد فرايير، بأن خطر التنظيمات والفروع التي تنتمي للإخوان في ألمانيا وأوروبا بات شديد الخطورة على الأمن الأوروبي.

وسبق للبرلمان الألماني أن صادق على دراسة حظر تنظيم «الذئاب الرمادية» الذي قامت فرنسا بحظر نشاطه تماماً، كما أقرت فرنسا في 16 فبراير2021، مشروع قانون «تعزيز مبادئ الجمهورية» لمكافحة تطرف الجمعيات والمراكز المرتبطة بالإخوان، ومنع تغلغل المتطرفين داخل أجهزة الدولة الفرنسية، وهي تشريعات تدعو في مجملها إلى وقف التمويلات الأجنبية وتشديد الرقابة.

ووصلت الانتفاضية الأمنية والتشريعية ضد الإرهاب إلى بريطانيا، حيث أقامت الحكومة البريطانية في 16 مارس الماضي مقراً جديداً للأمن يجمع جميع أجهزة الشرطة والمخابرات ومسؤولين بالحكومة وعناصر من النظام القضائي، بهدف التصدي للتهديدات الإرهابية الذي تشكلها الجماعات المتطرفة، والتي كان من نتائجها القيام بالعديد من عمليات الطعن والقتل بحق المدنيين البريطانيين في الآونة الأخيرة.

Email