ليبيا وتصحيح المسار

ت + ت - الحجم الطبيعي

المشهد الليبي يزداد تعقيداً مع مرور الأيام حيث لا تزال الانقسامات والخلافات تتحكم بمسار الحل السياسي في ظل فشل لجنة الحوار السياسي في جولتها التفاوضية الأخيرة في جنيف الاتفاق على القاعدة الدستورية للانتخابات البرلمانية والرئاسية المزمع عقدها في 24 ديسمبر المقبل، لتستمر بذلك دحرجة الأزمة وإدارتها بدلاً من حلها في غياب إرادة وطنية حقيقية تتطلع إلى أي وفاق يعيد البلاد إلى مسارها الصحيح.

أي إصلاحات سياسية تتطلب شجاعة سياسية وصبراً يضمن عدم الانجرار خلف أي توجه أو تحالف، والأمران غير متوافرين في الوقت الحالي. حيث تسعى قوى إلى إجهاض ما تحقق من إنجازات، وضرب مسار العملية السياسية برمتها لتمديد عمر الأزمة، وما يكسبهم ذلك من عوامل تهديد لدول مجاورة، حيث تمت الاستعانة بجماعات دينية طالما كانت وبالاً على الأمة، وساهمت في تغييب ثقافة الولاء والانتماء للوطن وتجسيد التفرقة، فالوضع الراهن لم يعد محتملاً والأكثر إيلاماً في المشهد، لكن الليبيين وحدهم قادرون على قلب موازين الخطط الخبيثة بأن يعوا أن نهاية أي صراع هو إجراء حوار شفاف، ووضع خطوط عمل فاعلة على الأرض الليبية وتنسيق حلول مقبولة لإنهاء الحالة الانتقالية، يجب أن يركز الحوار على البحث عن حلول للمشاكل الأمنية والمؤسساتية من أجل وضع البلاد في منأى عن مشاكل جديدة يحميها من التشطي والتدخلات الأجنبية من خلال وفاق عادل يوحد الشعب لا يفرق، لضمان استدامة الحلول المطروحة.

وغني عن القول إن الجميع ذاق ويلات الانقسام ولا يريدون عودة البلاد إلى المربع الأول من فوضى ونزاعات، لذلك فقد آن الآوان لإنهاء النزاع مهما تداخلت الاتفاقات وتضاربت التفاصيل بمواجهة العراقيل والتي تمنع الحل السياسي، ورفض أي تصور أو مؤشر للتقسيم بدعوى البحث عن تهدئة الأوضاع بما يساهم في بناء وطن واحد اسمه ليبيا.

Email