الإيجابية حقيقة أم زيف؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

يكثر الحديث، ونقرأ الكثير من الكتب عن الإيجابية، والدعوة لتكون نظرتنا في الحياة محملة بها، وهي دعوات في محلها تماماً، ولا ضير فيها، لكن المشكلة التي تقع، هي سوء الفهم لها، أو عدم تطبيقها بالشكل الصحيح والأمثل، أو تفسير البعض من الوقائع والأحداث بأنها إيجابية، وهي في الحقيقة قد تقودنا للإخفاق.

هنا، تكون المشكلة، قد تكون مثل هذه الدعوات، قد جاءت بطريقة سلبية، أو أنها أنتجت جانباً سلبياً، وابتعدت عن الهدف الحقيقي منها. عندما ندعو للإيجابية، فنحن ندعو لجملة من التعاملات، أو ندعو للأخذ بحزمة من المواضيع في الحسبان، نعم، كن إيجابياً، لكن أيضاً لا تغفل النظر عن الجوانب التي قد تسبب سقوطك، بمعنى، لا تجعل من الإيجابية مظلة تمنع عنك رؤية الواقع، عندما تتوجه نحو اختيار مسارك التعليمي، لا تكن نظرتك إيجابية وحسب، وإنما موضوعية، بمعنى، تكون على معرفة بقدراتك الذاتية، ومهاراتك ورغباتك وتوجهاتك، وأيضاً ملماً بخفايا ومناهج هذا التوجه التعليمي، نعم، أنت إيجابي، لكن الإيجابية لن تمنحك قدرات خارقة، ولن تساعدك في مسار دراسي أنت لا تحبه، أو في مواد دراسية أنت لم تؤسس لها بشكل جيد، الإيجابية تعني التفاؤل والاستبشار بالخير، وتوقع النجاح.

وليست قدرات أو مواهب أو مهارات ستضاف لك. حتى في الجانب الوظيفي والعملي، من المهم استحضار الإيجابية، وجعلها وقوداً بجانبك، تدفع بك نحو النجاح والتقدم، ولكن لا تراهن عليها دائماً. أنت تحتاج للعلم، تحتاج للمهارة، تحتاج للتخطيط، تحتاج لحسن الإدارة، تحتاج لنظرة منطقية وصحيحة وواقعية لحاضرك ومستقبلك. وتحتاج للإيجابية.

من هنا، تكون الإيجابية حقيقة، وتكون مفيدة وناجحة، وستدفع بك نحو التميز والإبداع، أما إن استحضرتها دون العلم، ودون الفعالية والعمل، ودون التخطيط، فأنت قد تجدها كالسراب الذي تراه، وفي الحقيقة ليس موجوداً.

Email