ليست علماً هي واقع حياتي

ت + ت - الحجم الطبيعي

من العلوم المهمة والتي لها حضور في مرافق التطور البشري منذ القدم وحتى عصرنا الحاضر، بل يعود الفضل لها في الكثير من القيم الإنسانية، الترجمة فقد بدأت مع البشرية منذ الأزل وتطورت ونمت جنباً لجنب مع الإنسان، كانت الحاجة لها هي أول خطوة نحوها، الحاجة للتفاهم وفهم الآخر، فضلاً عن هذا، نبعت الحاجة لنقل العلوم والابتكارات واستخدامها، وإن أمعنا النظر فإن انتشار شبكة الإنترنت وما ضمته من مواقع وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي تحديداً، لم يكن ليتحقق كل هذا الانتشار العالمي والقبول في مختلف المجتمعات، لو لم تكن تملك خاصية تغيير اللغة وفق رغبة المستخدم.

فضلاً عن هذا تطورت البرامج والتطبيقات التي تقدم ترجمات فورية وآنية سواء للكلمات أو للجمل. وإذا عدنا إلى الوراء وللحضارة البشرية في بداياتها سنجد أن للترجمة حضوراً، سواء أكان هذا الحضور قوياً وماثلاً أو هامشياً، فلم يكن باستطاعة الإنسان إلا أن يملك الطريقة للتواصل مع الآخر الذي يختلف معه. في القديم كانت الترجمة عبارة عن إشارات وإيماءات ورسومات، ولكن مع دخول عصر الكتابة والتدوين، ومع تطور البشرية في هذا المجال، حضرت الترجمة وتطورت تبعاً لهذا. لقد تجاوزت أن تكون علماً لتصبح واقعاً حياتياً.

نحن نحتاج إلى الترجمة في مختلف أمور حياتنا، سواء في العلم أو عند التواصل مع الآخر البعيد عنا. العلم والتقنيات الحديثة أسهما في تذليل هذه العقبات وقدما الكثير من البرامج، والثورة في مجالات الترجمة مستمرة، الآن بين أيدينا جهاز صغير يستخدمه اثنان يتحدثان بلغتين مختلفتين، يقوم الجهاز بالترجمة بشكل آنٍ وسريع، بل إن التطورات لم تتوقف فالأنباء تتحدث عن شريحة صغيرة تمكن من يستخدمها من التحدث باللغة التي يريدها. لو لم يكن للترجمة من فضل على البشرية إلا مساهمتها في التفاهم والتسامح ونشر ثقافة الآخر والاختلاف، لكفتها فضلاً. أتمنى أن يتزايد الاهتمام بالترجمة كفعل في حياتنا وكعلم يتم التوجه نحوه.

Email