العراق بين المغامرات والمؤامرات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشهد العراق واقعاً سياسياً تعبث به مصالح داخلية وأجندات خارجية، حيث أكدت الحكومة في أكثر من مناسبة أنها أسقطت مؤامرات لضرب استقرار البلاد، صحيح أن هذه المؤامرات سقطت، ولكن هل في كل مرة تسلم الجرة، فالبلاد مقبلة على انتخابات تشريعية في شهر أكتوبر.

وأكيد ستكون هناك مخططات لضرب المسار الانتخابي وإشعال الفتنة، ومن البديهي أن يكون العراقيون حريصين على تحصين البلاد من المؤامرات الخارجية والمغامرات الداخلية قبل فوات الأوان، فما تتعرض له أرض الرافدين اليوم أفضل مدعاة للتوحد والحفاظ على العراق سالماً آمناً، وألا ينشغل السياسيون بأشياء تافهة، وأن يركزوا على المهمة الوطنية، وهي إنجاح العملية الانتخابية لتضييق الخناق أمام خيارات المتآمرين.

لا شك أن الحكومة سعت ولا تزال تحاول أن تبعد العراق عن تلاطم الأمواج الإقليمية، إلا أنها بحاجة إلى مساعدة، لكن للأسف لا وجود لأي دعم من الأحزاب السياسية، حيث تطغى الخلافات والتقاطعات على التفاهمات والتوافقات، إذ إن أزمة الثقة بين الفرقاء السياسيين عصية على الحل بسبب وجود أجندات خارجية تدفع بالكتل السياسية إلى هذا الوضع.

وغني عن القول، إن الفوضى في العراق ليست في تعدد الأحزاب فقط، وإنما في إثارة كل الأزمات الطائفية من أجل تعزيز حالة التمزق، كما أن الميليشيات تريد خلق مشاكل أمنية لصرف الأنظار عن المخطط الأخطر والأكبر، وهو ضرب السيادة الوطنية.

 

في ظل هذا الوضع، هذا البلد لا يمكن أن يستقيم، وسيتجه يوماً بعد آخر إلى المزيد من التأزم والاحتقان ما لم يضع الساسة مصلحة العراق فوق جميع المصالح الحزبية، وأن تسلك بلاد الرافدين طريق احتواء الجميع بالتلاحم والتوحد والاصطفاف، وأن يعمل الجميع على تصور واحد رغم اختلاف المذاهب للوصول إلى بر الأمان.

 
Email