أخاف أن أشبه الآخرين

ت + ت - الحجم الطبيعي

«كل ما تتوق نفسك له، ستجده على الضفة الأخرى المعاكسة لضفة الخوف». هذه الكلمات جاءت على لسان جاك كانفيلد وهو شخصية ناجحة، بدأ حياته معلماً للمرحلة الثانوية بعد تخرجه في جامعة هارفارد الشهيرة، ولكنه بات مؤلفاً ومتحدثاً احترافياً ومدرباً مؤسسياً ورجل أعمال ناجحاً، أحد الكتب التي شارك في تأليفها، حقق مبيعات كبيرة وتمت ترجمته إلى 40 لغة.

تعكس هذه الكلمات حقيقة بالغة نعيشها بكل تفاصيلها في حياتنا اليومية، وتحتاج منا للتوقف والتأمل فيها، وهي حقيقة الخوف الذي يحيط بنا، والذي يؤثر في تعاملاتنا وقراراتنا، ونتعامل معه كأنه صديق وفي، أو كأنه قدم لنا خدمات جليلة، والحقيقة أنه قد يكون سبباً في تأخرنا وتعثرنا وإعاقة تقدمنا نحو الأمام. ستجد الخوف في الملامح وفي التعاملات وأيضاً على الألسنة، بل إن التعبير عنه يأتي بشكل عفوي، وهو يوضح وجوده في العقل الباطن للكثير من الناس، حينما تنصح أحدهم بنصيحة ذهبية وبديهية تتعلق بحياته العملية والمستقبلية، يرد عليك: صح كلامك، ولكنني أخاف من كذا وكذا، أو حينما ترشد أحدهم لطريقة مبتكرة في العمل، وتوجهه نحو الفعالية والنشاط، يقول: أخاف أن ألفت انتباه الآخرين وتفتح العيون عليّ.

وغيرها الكثير من الحالات والمواقف التي تظهر لك أن حجم الخوف متسع في كثير من الأوساط، وإن كان لا يظهر بوجهه السلبي بل بوجه إيجابي كأنه منقذ، وهو في الحقيقة يؤدي إلى الفشل والتراجع. تأمل في كلمات بليغة جاءت على لسان الشاعر والروائي وكاتب القصة القصيرة الأمريكي الألماني هنري تشارلز بوكوفسكي، إذ قال: نعم أشعر بالخوف، بالخوف من التحول إلى شخص يشبه الآخرين. هنا جعل من الخوف دافعاً للتميز، للتفرد، للنجاح. وهكذا يجب أن تكون مخاوفنا تقود نحو الإيجابية، نخاف من عدم العمل، نخاف من عدم الابتكار، نخاف من عدم الاستعداد للمستقبل، نخاف من عدم فهم المعلومات.

 

Email