الخوف ليس مستشاراً حكيماً

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يوجد شعور ينتاب الإنسان ويسيطر عليه، ويسبب له الإخفاق والتراجع مثل الشعور بالخوف، ومع أن الخوف في بعض المواقف محمود، إلا أن له مساوئ عديدة إذا تمكن من الإنسان ولم يتم التعامل معه بحرفية ووعي.

 ذلك أن المخاوف قد تشل الحركة الذهنية وتمنع العقل من التفكير بشكل سليم، وهو ما قد يؤدي في نهاية المطاف لسلسلة من الإخفاقات الغير مبررة، الخوف يجعلك تقف في مكانك ولا تتحرك ولا تقوى على فعل شيء، ولا أقصد هنا بالخوف من الموت أو الخوف من تهديد خارجي، وإنما أقصد الشعور الذي يتلبس بالبعض من الناس، فيخافون من المستقبل ومن كل ما هو قادم، فتجد لديهم مخاوف من الاختبارات الدراسية، ومخاوف من التحديات والمنافسة، ومخاوف من الإقدام على فعل وعمل أشياء جديدة.

وجميع هذه المخاوف تندرج تحت خط عريض اسمه الخوف من الفشل أو إظهار العجز، أو تواضع العلم وبساطة المعرفة. هذا النوع من المخاوف مدمر تماماً، لأنه يمنع التعبير عن الأفكار، ويحد من الذكاء، فضلاً عن تسببه في انهيار الثقة بالنفس. 

عندها تصبح في بيئة العمل سلبياً وغير فاعل، ومع أنك تملك المعلومات، بل ولديك أفكارك الابتكارية الواعدة، إلا أن الخوف يمنعك عن التعبير والتحدث عنها، بحجة تجنب سخرية الآخرين أو قد يكون ما نفكر فيه سطحياً، أو قد تتسبب أفكارنا وفعاليتنا في فتح أعين الآخرين علينا، أو قد تسبب سوء فهم مديرنا أو زملاء العمل، والقائمة طويلة ولا تكاد تنتهي من مبررات المخاوف التي تحيط بنا.

 وهي مبررات وأسباب واهية ولا قيمة لها. الصحفي والمؤلف خوسيه ساراماغو، له كلمة تعطي دلالة ومعنى لما أشير له، حيث قال: كنا خائفين والخوف ليس مستشاراً حكيماً دائماً. تخلص من مخاوفك وعبر عن أفكارك بكل عفوية.

Email