انتخاب الإمارات لعضوية مجلس الأمن.. تقدير دولي وآمال طموحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

حققت الدبلوماسية الإماراتية إنجازاً جديداً، يضاف إلى سجلها الزاخر بالإنجازات المشهودة، تمثل بنجاحها في حشد المجتمع الدولي للتصويت لدولة الإمارات العربية المتحدة، وانتخابها عضواً غير دائم في مجلس الأمن الدولي لعامي 2023-2022، بأغلبية ساحقة من قبل أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة (179 صوتاً)، لتنضم دولتنا الغالية إلى قائمة الدول الخمس عشرة الأعضاء، في المجلس المعني بالحفاظ على حالة السلم والأمن الدوليين.

التصويت الدولي الواسع لاختيار الإمارات عضواً في مجلس الأمن، يعكس بكل تأكيد، التقدير الدولي الكبير الذي تحظى به الدولة وقيادتها الرشيدة، بفضل سياستها الخارجية المتوازنة والفاعلة، والداعمة لقضايا الحق والعدل والسلام والتنمية في كل ربوع العالم، وهي السياسة التي وضع أسسها، المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسارت على هديها قيادتنا الرشيدة، ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وقام على تنفيذها جهاز دبلوماسي، يتمتع بأعلى معايير الكفاءة والاحترافية، برئاسة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، الذي يعدّ، وبحق، فارس الدبلوماسية الإماراتية.

وهذا التقدير الدولي الواسع لدولة الإمارات، لم يأتِ من فراغ، فعلى مدى نصف القرن الماضي، نجحت الإمارات من خلال سياستها الخارجية النشطة والمتوازنة، في أن تصبح الصديق الوفي لجميع الدول والشعوب، وبناء جسور الصداقة والتعاون البنّاء مع دول العالم المختلفة، شرقاً وغرباً، ومدت يد العون والمساعدة لكل ملهوف، من خلال دبلوماسية إنسانية صبغت على الدوام سياسة الدولة، وأعلت قيم الإنسانية على ما سواها، وتحركت بنشاط لاحتواء العديد من الأزمات والخلافات الناشبة، سواء على صعيد المنطقة، أو خارجها، ما جعلها شريكاً أساسياً للمجتمع الدولي في جهود حفظ السلم والأمن الدوليين. كما قامت الإمارات بأدوار مشهودة في السنوات الأخيرة، في مجال مكافحة جرائم الكراهية والعنف والإرهاب، ونشر قيم التسامح والتعايش والإخوة الإنسانية، وهذا المفهوم الأخير تحديداً، صكّته وحولته إلى قيمة عالمية، ودفعت المجتمع الدولي إلى اعتماد يوم للاحتفاء به، وهو اليوم الدولي للأخوة الإنسانية، هذا إضافة إلى دورها التنموي، الذي لا يمكن إنكاره في دعم جهود التنمية الدولية، لا سيما في الدول الفقيرة، وغير ذلك الكثير من الإنجازات التي يصعب حصرها في مقال واحد، لكنها جميعها كانت سبباً رئيساً في تعزيز مكانة الإمارات الدولية، وزيادة الاحترام الإقليمي والدولي لها، والذي وجد ترجمته في انتخاب الإمارات لعضوية أهم مؤسسة دولية على الإطلاق، وهي مجلس الأمن، للمرة الثانية في تاريخها، وقبل ذلك، نجاحها، وبجدارة، في الفوز بتنظيم معرض إكسبو 2020 دبي، الذي سينطلق في أكتوبر المقبل، وفي تبوؤ جواز السفر الإماراتي المرتبة الأولى عالمياً.

إن انتخاب الإمارات لعضوية مجلس الأمن الدولي، ليس نهاية المطاف، فالآمال الإقليمية والعالمية معقودة على الإمارات، المعروفة بسياستها الحكيمة، ودعمها قيم السلام والتسامح والتنمية، للعب دور أكبر في تعزيز هذه القيم، ونشرها إقليمياً وعالمياً، من خلال دورها في مجلس الأمن في العامين المقبلين، ولا يجادل أحد بأن الإمارات قادرة على تحقيق هذه الآمال، لأنها البلد الذي لا تعرف قيادته المستحيل.

* كاتبة إماراتية

Email