لا تهمل ما مضى

ت + ت - الحجم الطبيعي

من الطبيعي أن تعترضنا بعض العقبات والصعوبات الحياتية، التي تسبب تعثر وتوقف مسيرتنا على الأقل لبعض الوقت؛ مثل طالب يخفق في تجاوز اختبار، فيتأخر تخرجه في المرحلة الجامعية، أو موظف تتأخر ترقيته أو لا يحصل على علاوة، والسبب عدم مبادرته أو جديته في وظيفته.

وهناك نماذج وأمثلة أخرى عديدة، نلاحظ خلالها حدوث إخفاق أو تراجع، ما يسبب حالة من التوقف أو الصعوبة والتعثر، والتي تعتبر عقبة، نحتاج معها للعلاج والحلول، لكن لو أمعنا النظر فإن كل عقبة وكل صعوبة لا تأتي بشكل عفوي، بل بشكل مرتب، بمعنى أن كل إخفاق لا يحدث لأننا فاشلون أو لأن قدراتنا العقلية متواضعة، وإنما لأن هناك سبباً هو الذي يستدعي هذه الحالة، لا شيء يحدث ويقع بشكل عفوي أو انتقائي، لذا من الأهمية بمكان فهم الأسباب والعودة لدراسة ما حدث، لتجنب الأخطاء ومعالجة أي قصور أدى للخلل.

قالت الكاتبة والروائية الراحلة بيرل باك: لو أردت فهم الحاضر فادرس الماضي، ودراسة الماضي في هذا السياق تتعلق بجملة من الجوانب، حيث تقع الصعوبة أو التعثر، سواء كنت طالباً أو موظفاً، ما هي فكرتك عن دراستك أو وظيفتك؟ ما الذي قدمته في الأيام الماضية من جهود؟ وهل كانت وفق المأمول والمتوقع منك؟ مثل هذه التساؤلات هي التي تقودك وترجعك إلى الأمس وإلى الماضي، هذه المراجعة مفيدة، لأنها تكتشف أين يبدأ الخطأ، الذي بسببه حدثت التعثرات، ووجدت كل هذه الصعوبات أمامك. من هنا تكون العودة إلى الماضي مفيدة، بل إيجابية، فلا تهمل ما مضى، فالنجاحات والتقدم والتفوق يفترض أن تبدأ من هناك.

Email