المبادئ والقيم الإماراتية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتميز دولة الإمارات بمبادئها الأصيلة وقيمها المشرقة، التي تعزز الوحدة والتلاحم والتطور والازدهار، وتقوم على بناء الإنسان، وتنمية المجتمع، ونهضة الوطن، وتعزيز الوسطية والاعتدال والتسامح والسلام والقيم الإنسانية الراقية في التعامل مع الجميع، وتوطيد جسور التعاون مع الإنسانية كافة على اختلاف أجناسهم وأعراقهم وأديانهم، وتحقيق الإنجازات الريادية في شتى المجالات.

إن هذه القيم الإماراتية المشرقة غرسها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ورسّخها في المجتمع الإماراتي، وسارت على دربها القيادة الحكيمة، وهي قيم متلألئة آتت ثمارها اليانعة منذ فجر الاتحاد في نهضة تطويرية مستمرة وخطط مستقبلية ترسم لغد أكثر استنارة وإشراقاً، فها هي دولة الإمارات تحقق الإنجازات النوعية في مختلف الميادين، حتى بلغت الفضاء برحلاتها الاستكشافية، وتجاوزت كل التحديات بإصرار واقتدار، انطلاقاً من استراتيجيتها المتميّزة في تحويل التحديات إلى فرص ومنح، وها هو المجتمع الإماراتي مجتمع متلاحم متراحم متكاتف ونموذج مشرق في الاصطفاف مع قيادته الحكيمة في دعم مسيرة النهضة والتطوّر والازدهار، مجتمعٌ أبناؤُه كالجسد الواحد في بيت متوحّد، وها هي أكثر من 200 جنسية تعيش في دولة الإمارات، يتفيؤون ظلال الاستقرار والحياة الكريمة، وقد لمسوا جمال القيم الإماراتية في هذا المجتمع المضيء بقيم زايد الخير سلوكاً وتعاملاً وعطاء إنسانياً متجدداً.

لقد نشأ المجتمع الإماراتي على هذه القيم المشرقة الأصيلة، يمضون بسفينة وطنهم في ظل قيادتهم الرشيدة نحو آفاق الأمان والازدهار والريادة، متكاتفين متعاونين متسلّحين برؤية قيادتهم للتغلّب على سائر التحديات التي تواجههم، محصّنين من الأفكار الدخيلة والأيديولوجيات الهدّامة، التي تهدف لنشر التطرّف والعنف والإرهاب والقيم الثورية والأجندات الحزبية وبث الفرقة وكسر التلاحم وهدم القيم التكافلية، والتي تتستّر تحت شعارات براقة، ومن يتأمل أحداث ما سمّي الربيع العربي يجد أوضح برهان على ذلك، حيث قامت تيارات أيديولوجية فوضوية بتسييس الدين والحقوق والحريات، ورفع شعارات دينية ومدنية لنشر الفوضى وزعزعة الاستقرار وإسقاط الأنظمة لتحقيق مكاسب سياسية، وعقدت تحالفات فيما بينها، وتواطأت مع جهات خارجية في سبيل ذلك، ورغم هذا التخطيط الشيطاني في الدهاليز المظلمة فقد باءت جهودها بالفشل الذريع؛ لأنها اصطدمت بصخرة القيم والمبادئ، وخاصة في دول الخليج التي اصطفت فيها الشعوب مع قادتهم، لترتد هذه الموجة على أصحابها خيبة وخسراناً.

إن ذلك كله يؤكد ما للقيم والمبادئ الإيجابية من أهمية كبرى في تحصين المجتمعات، ودوام استقرارها وازدهارها، ورفع مقدرتها الذاتية على مواجهة التحديات والتغلب عليها، وتعزيز قيم المواطنة الصالحة التي ترتقي بأفرادها، ليكونوا مواطنين صالحين نافعين لأنفسهم وأسرهم ومجتمعهم ووطنهم، متميزين بعطائهم المتجدد، يضعون مصالح وطنهم العليا بعين الاعتبار، وينطلقون من رؤية قيادتهم، ويسعون لتحقيق توجهاتها، ويتحلون بالوسطية والاعتدال والتسامح والانضباط الفكري والسلوكي كمنهج حياة، محصنين من الأيديولوجيات الدخيلة التي تغرد خارج السرب، والتي تسعى لخلخلة هذه القيم، وهدم النسيج المجتمعي، وبث القيم السلبية المضادة التي تكرس التطرف والحزبية والحرية المنفلتة والفراغ الأخلاقي وقدم القيم المجتمعية والوطنية.

لقد أكدت جائحة كورونا أهمية تعزيز القيم والمبادئ الإيجابية في المجتمعات، ودورها الفعال في مواجهة التحديات، وبالأخص قيم التكافل والتعاون والتسامح والانضباط وروح المسؤولية وحب الخير للآخرين، وقد أثبتت دولة الإمارات بمبادئها الراسخة وقيمها الأصيلة أنها نموذج مزهر لترسيخ هذه القيم والمبادئ، وفي هذا الإطار مضت بخطوات ثابتة في نهج التعافي والتحصين الجماعي للمجتمع، عبر جهودها التوعوية والإعلامية ومبادراتها الوقائية والعلاجية والإنسانية وحملاتها الوطنية للتطعيم ضد فيروس كورونا، كما امتدت جهودها المشرقة لدعم الدول والمجتمعات الأخرى، عبر المساعدات الإنسانية والطبية وتوزيع اللقاح وغير ذلك، ما يعكس جمال القيم الإماراتية عبر مواقف وأفعال تضع بناء الإنسان ورعاية مصالحه والرحمة به على رأس الأولويات.

إن المبادئ والقيم الإماراتية كالشجرة الوارفة المثمرة، التي تمتد جذورها صلبة قوية في تراب هذا الوطن، وتمتد أغصانها عالية في سمائه، لتثمر عن إنجازات متجددة ومسيرة مشرقة مستدامة من العطاء والنهضة والتطوّر.

 

 

Email