قوة وضع الرؤية تقود المنظومة الاستراتيجية

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن امتلاك رؤى، يعني أنك تعرف ما تريد، وهناك من يرى أنها جوهر المؤسسة أو قلبها، وهذا ما يعرف بالرؤية الاستراتيجية، والتي تعتبر الإطار الاستراتيجي لهويتها بالمستقبل، والتي ترغب المؤسسة في تحقيقها خلال المستقبل القريب، لذا، لا بد من تحديد ماهية الرؤية وقوتها في قيادة المنظومة الاستراتيجية.

الرؤية، هي خطوط عريضة ترسمها المؤسسات لنفسها مستقبلاً، وهي تعتبر المصدر الرئيس الذي يتم كتابة الخطة الاستراتيجية بناءً عليه، فالرؤية تختص بالمستقبل، فهي تبين ما ترغب أن تكون المؤسسة عليه في المستقبل، ومن ثم يتم وضع الخطة وفق تلك الرؤية.

ولكي يتم تحديد الرؤية بصورة سليمة، لا بد من أن تضع المؤسسة في اعتبارها بعض التساؤلات، التي تقودها لتحقيق الأهداف في المدة المحددة، وتحديد الهيكل الإداري والهيكل البشري والخدمات أو المنتجات. ويعتبر الموقع الاستراتيجي، هدفاً لتصل إليه المنظومة، حيث تُعد صورة مستقبلية، لما ترغب أن تكون عليه في المستقبل، بعد مدة محددة من الزمن، من خلال إدراكها للإمكانات والقدرات الحالية لها، وتجنبها لأي موقع استراتيجي لا يمكن أن تصل إليه، ويعتبر تصميم هذا الدور الاستراتيجي، بمثابة الإطار الذي يجمع طبيعة عمل المؤسسة مستقبلاً، حيث لا بد من أن يكون شاملاً للأعمال الرئيسة التي ستنفذها المؤسسة.

وتعتبر الميزة الاستراتيجية ذات قوة وريادة، من أجل تنفيذ الدور الاستراتيجي بفعالية وكفاءة، من خلال التركيز على ما سوف تكتسبه المؤسسة من جوانب نوعية، تجعلها المرجع الرئيس المرموق في تلك الجوانب لكافة الأطراف الأساسية، لذا، تكمن قوة وضع الرؤية، في كونها مصدر إلهام رئيساً لإنجازاتها، كما تتحدد الرؤية الاستراتيجية بشكل احترافي، في صورة جملة مصاغة باحتراف، لا تتعدى 10 كلمات، لكي يستطيع الجميع حفظها.

وأهمية وجود رؤية تهدف للوصول إلى مستويات عالية من النجاح والمحافظة على هذا النجاح، من خلال استخدامها لبعض المفاهيم الإدارية، والتي تعد العناصر الرئيسة لأي خطة استراتيجية ناجحة، لقد أصبح لكل منظومة إيمان قوي، بأن تلك العناصر هي التي تقوم بتوجيه الخطط والجهود والأهداف الخاصة بالإدارات والعاملين، من أجل تحقيق الأهداف والاستراتيجيات، وكلما كانت تلك العناصر متطورة ومحددة وملموسة، يمكن للجميع أن يتبناها.

لذا، إذا أردنا أن نتحدث عن أهمية الرؤية، لا بد من ذكر الرسالة، والقيم معها، لأنهم جميعاً يعملون معاً، فالرؤية، هي المكانة الواضحة للمستقبل المنشود، والرسالة، هي التي ينطلق الجميع من خلالها لتحقيق الأهداف، والقيم الراسخة، هي التي تمد جميع الأطراف بالطاقة، وتعمل على ضبط إيقاع أدائهم، فتجتمع تلك العناصر معاً، الرؤية والرسالة والقيم، لكي توجه جهود الجميع للأهداف المخطط إنجازها، وبهذا يتحقق ما يأملون به من نجاح.

إن قوة وضع الرؤية للمنظومة الاستراتيجية، تعتمد على قوة وكفاءة القائمين عليها، وأخذهم لوضع الرؤية:

لا بد أن يضع الرؤية شخص متخصص بالعملية التخطيطية، حتى تتسم الرؤية بالمصداقية، فوجود متخصص بالعملية التخطيطية، يجعل الرؤية واقعية، بناءً على ما هو متاح من أدوات وموارد، فيقوم المتخصص بصياغة الرؤية، ويقدمها في صورة مهمات وأهداف حقيقية، توحد جهود جميع من في المنظومة، لتنفيذها على أرض الواقع.

تعد الرؤية، أهم عناصر الخطة الاستراتيجية، وأهم خطواتها، لذا، لا بد من وضعها بصورة صحيحة، حتى تكون الخطة الاستراتيجية صحيحة.

لا بد أن تتصف الرؤية بالروح القوية والحماسة، لكي تعمل على تحفيز الجميع بأداء ما هو مطلوب منهم من مهمات، فهي تعمل على مخاطبة المشاعر، وتبث فيها الحماسة والطاقة، من أجل الاستمرار، وتنفيذ الخطة الاستراتيجية.

لا بد من أن يكون هناك مرونة بالرؤية، ويسهل شرحها، على الرغم من واقعيتها، حتى تكون مفهومة للجميع بكافة مستوياتهم.

لضمان نجاح الرؤية، لا بد أن يكون لكل شخص في المنظومة أو المؤسسة، رؤيته الخاصة داخل الرؤية الرئيسة.

لا تعتبر الرؤية حكراً على المؤسسات والمنظمات فقط، بل إن كل شخص ناجح في مجاله أو حياته الشخصية، أو في مستوى معين، لديه رؤيته الخاصة، سواء كانت في مهارات يريد اكتسابها، أو مشاريع يود إنجازها، وبالتالي، يسعى إلى تحقيق هذه الرؤية.

عند وضع الرؤية، لا بد أن يكون هناك وعي بالبيئة الخارجية، وما يحدث من تغيرات، وكذلك الأخذ بالاعتبار الموارد، وكذلك بالصعوبات التي يمكن أن تعترض الرؤية، لذا، لا بد من أن يكون لدى أصحاب القرار مرونة كافية، لكي يقبلوا تعديل الرؤية وفق تلك الصعوبات، لكي يمكن الوصول لصورة واقعية يمكن تنفيذها.

وبهذا، فإن الرؤية، هي الطموح الذي ترغب أي منظمة أو مؤسسة أو شخص للوصول إليه، وتحقيقه مستقبلاً، بعد مدة زمنية محددة، فهي تعد الاتجاه العام، وهي أساس الخطة الاستراتيجية، وأهم عناصرها، لذا، لا بد أن تكون واضحة للجميع، وأن توضح الهدف المستقبلي، الذي تطمح إلى تحقيقه.

dr.saifaljaber@gmail.com

Email