سمعة الوطن مسؤولية وطنية

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن السمعة الحسنة للأوطان هي من أغلى المكتسبات، فبها يرتقي الوطن ليكون صرحاً مشرقاً وموئلاً جاذباً، ومحط تقدير الناس واحترامهم وإعجابهم، فلا يُذكر إلا بالذكر الحسن، ولا يُقترن إلا بالإنجاز والريادة والعطاء، وبالجوهر النفيس لقادته وأبنائه، فكراً وسلوكاً وتعاملاً وعطاءً إنسانياً منيراً.

وإذا ذُكرت الأوطان بحسن سمعتها، ذُكرت دولة الإمارات على رأسها، لما تحظى به من سمعة طيبة، ومكانة مرموقة، وتقدير منقطع النظير من الدول والشعوب وفي المحافل المختلفة، وهو ما حرص عليه القادة المؤسسون منذ نشأة دولة الإمارات، وعززته القيادة الحكيمة على مدار السنوات، ورسخه الشعب الإماراتي الأصيل.

إن هذا الإنجاز المرموق لدولة الإمارات من السمعة الطيبة يقتضي من أبنائها المحافظة عليها، وتعزيزها، فهي أمانة يتحملها الجميع، ومسؤولية وطنية يشترك في أدائها كل فرد، صغيراً أو كبيراً، رجلاً أو امرأة، وكم هي نعمة عظيمة أن يمتلك الإنسان وطناً ذا سمعة مرموقة، أينما حلَّ وجد أثر ذلك في احترام الناس وتقديرهم له.

وقد أكد على ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث قال: «علينا جميعاً مسؤولية أن نكون سفراء لدولة الإمارات، وأن نعزز من سمعتها الطيبة».

إن أبناء الوطن هم سفراء لدولتهم، يمثلونها بأفعالهم وأقوالهم وإنجازاتهم، وما أعظمه من شرف، وذلك يحتم أن يتحلى المواطن بروح المسؤولية، ويحرص على أن يترك أجمل الأثر فيمن حوله أينما كان، فالابتسامة مفتاح من مفاتيح القلوب، والكلمة الطيبة لها أثر عظيم، وسعة الصدر صمام أمان للعلاقات.

وحسن الاستماع والإصغاء ركن من أركان التفاهم والتحاور، والعمل الإنساني عنوان من عناوين السعادة، وإذا التزم الإنسان بمثل هذه القيم لن يجد منه الآخرون إلا المسك العاطر، فيكون بذلك جندياً متميزاً من جنود القوة الناعمة لدولته.

ومن الوسائل المهمة لتعزيز سمعة الوطن التصدي للشائعات المغرضة، التي تستهدف تشويهه، والتحريض ضده، ومما ينبغي تجاه ذلك التحلي بالوعي الرصين في التعامل مع المحتوى الافتراضي، وخاصة في وسائل التواصل الاجتماعي، التي هي ساحات مفتوحة تعج بآلاف المحتويات، وبعضها محتويات موجهة من جهات وتنظيمات ذات أهداف مغرضة، تتاجر بعواطف الناس ومشاعرهم،.

وتحاول التلاعب بعقولهم، وتستغل أي حدث لتجييره لصالح أجنداتها، والإنسان الحصيف لا ينطلي عليه المحتوى المغرض، مهما زينه أصحابه بزخارف مبهرجة، وعُمدته في تلقي الأخبار المصادر الرسمية، ومنظاره الذي ينظر من خلاله للأحداث، رؤية قيادته الحكيمة، التي هي أنموذج في الحكمة وبعد النظر وتحقيق المصالح الكبرى.

وإن من أسوأ ما يقع فيه الإنسان أن يكون هو نفسه خنجراً مسموماً في ظهر دولته، وأداة من أدوات تشويهها، كما هو حال المنتمين للتنظيمات الحزبية، الذين صرفوا ولاءهم لمرشديهم وزعماء تنظيماتهم، وخانوا أوطانهم.

ومن وسائل تعزيز سمعة الأوطان، التحلي بالعمل التطوعي والإنساني، والإسهام في المبادرات الخيرية، وتعتبر دولة الإمارات من الدول الرائدة في مجال العمل الإنساني، بإسهاماتها المتجددة والمتواصلة لدعم المحتاجين في كل مكان، وبأبنائها الذين هم قدوات حسنة في مجال التطوع وتقديم العون والمساعدة، والذين ضربوا أروع الأمثلة في مختلف المواقف، وقد عُرف المجتمع الإماراتي بالفزعة منذ القدم.

ومن المظاهر الجميلة التي تجلت في جائحة «كورونا»، رفعها الله عن العالم جميعاً، الالتزام المجتمعي بقيم الوقاية التي أكدت عليها الجهات المختصة، مما كان له أبلغ الأثر في محاصرة الوباء، والانطلاق في مسيرة التعافي، والعودة التدريجية للحياة، مما عزز من قوة الدولة وسمعتها الطيبة، وعكس رجاحة أبنائها وتلاحمهم والتفافهم حول قيادتهم للتغلب على هذا التحدي العالمي، وكانوا أنموذجاً راقياً للمجتمع القوي الصلب الذي لا تكسره الرياح والعواصف.

لقد غرس القادة المؤسسون أجمل القيم، وحققوا أروع الإنجازات، حتى أضحت دولة الإمارات بسمعتها الطيبة تعانق النجوم مجداً ورفعة، وها هي قيادة دولة الإمارات وأبناؤها المخلصون يكملون المسيرة، بإنجازات متواصلة، وإسهامات خالدة في مسيرة الحضارة الإنسانية.

* رئيس مركز جلفار للدراسات والبحوث

 

Email