لبنان والعقلية المعطلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لن تمد فرنسا يداً للبنان لدعمه ومساعدته على الخروج من أزمته قبل ولادة الحكومة، هذه الرسالة التي أوصلها وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان للمسؤولين اللبنانيين قبل مغادرته بيروت، هذه الرسالة كانت متوقعة بسبب الاصطدام بالعقلية المعطلة في الداخل التي أطاحت بكل الوساطات والمبادرات.

البعض لم يفهم أن المبادرة الفرنسية كانت آخر فرصة لإنقاذ لبنان ومنعه من الانهيار، حيث إنها كانت بوابة الحصول على ثقة المجتمع الدولي والمؤسسات المالية الدولية التي تربط تقديم أي مساعدات للبنان، وقد تم تضييعها بسبب تقاذف المسؤوليات بين القوى السياسية وخاصة المعنية بمسألة الحكومة من دون الالتفات إلى معاناة الناس والأزمات اليومية، الوضع تخطى الحكومة إلى مصير الوطن. فالغضب الفرنسي قد يقترن بجرعة مكمّلة لها على مستوى دول المجموعة الأوروبية.

الغايات والمصالح الشخصية البعيدة كل البعد عن المصلحة الوطنية العليا للبنانيين هي التي تسببت فيما وصل به البلد لا توافق لا حكومة لا مساعدات لا دعم دولي، أن هذه التراكمات لا تجعلنا نتفاجأ فيما يحدث في العاصمة اللبنانية أنها سياسة انتحارية وتتويج لعقود من سوء الإدارة والفساد، حيث إن الوضع يحتم الموقف الصريح والقرار الجريء وعلى الساسة أن يتحملوا النتائج ولا يلجأون إلى محاولات التهرب والإنكار، ولا ينبغي أن يلوموا أحداً بل عليهم أن يلوموا ممارساتهم في تعطيل تشكيل الحكومة.

والخلاصة أنه حين يسود حكم القانون ويكون فوق الأشخاص والزعماء والرموز، يكون التنبؤ بمستقبل مشرق للبلاد ومن المستحيل إخراج لبنان من وضعه الكارثي قبل إجراء انتخابات نيابية مبكرة بعيدة عن الطائفية والمحاصصة، بما يساهم في إرساء قواعد جديدة للعمل السياسي واختيار المسؤولين، حيث إن هناك قناعة أن تأليف الحكومة مع الفريق الحاكم يعني البقاء في دوامة الفشل نفسها، بعدما تخلى عن الخيار الوطني وفقد الشرعية الشعبية.

Email