التوظيف الإيجابي لأدوات الاستفهام في حل المشكلات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يُعد ظهور المشكلات من المسائل الطبيعية على المستويين الشخصي والمهني، على اعتبار أن أي نشاط إنساني لا بُدَّ أن يكون مصحوباً بأعراض جانبية تشكّل تحدياً للقائمين عليه والمتأثرين به. الأمر المهم، أن يتم التفاعل بطريقة منهجية مع تلك المشكلات بما يمكّن من تشخيص أعراضها، وتحديد أسبابها؛ وصولاً إلى معالجتها بإذن الله تعالى. 

في هذا الشأن، يمكن تحديد مراحل حل المشكلات على النحو الآتي: 

المرحلة الأولى: تحديد أعراض المشكلة وتوصيفها بمستوى عالٍ من الدقة والإتقان. 

المرحلة الثانية: تحليل المشكلة وصولاً إلى تشخيص الأسباب التي أسهمت في ظهورها. 

المرحلة الثالثة: صياغة مجموعة بدائل كفيلة بمعالجة أسباب المشكلة. 

المرحلة الرابعة: مقارنة البدائل الموضوعة من أجل تحديد إيجابيات وسلبيات كل بديل. 

المرحلة الخامسة: انتقاء البديل الأنسب القابل للتطبيق في عالم الواقع. 

المرحلة السادسة: البدء الفعلي في تنفيذ البديل الذي وقع عليه الاختيار. 

المرحلة السابعة: قياس وتقييم عمليات التنفيذ بما يتوافق مع معايير الجودة المطلوبة. 

من المداخل العملية الكفيلة بتطبيق هذه المراحل بأسلوب إيجابي، مدخل أدوات الاستفهام، إذ إن هناك ست أدوات يمكن توظيفها في هذا المقام، وهي: (من Who، ماذا What، لماذا Why، متى When، أين Where، كيف How). وسنقوم بإيراد مجموعة أمثلة توضح طريقة الاستخدام الهادف لأدوات الاستفهام هذه، بما يتوافق مع المراحل السبعة التي تم ذكرها آنفاً، وذلك على النحو التالي: 

1.    ما هي أعراض المشكلة، وكيف يمكن توصيفها؟ 

2.    من سيتولّى تحليل المشكلة، وكيف ستتم عملية التحليل؟ 

3.    ما هي بدائل الحل التي يمكن صياغتها لمعالجة أسباب المشكلة، وكيف سيتم تحديد هذه البدائل؟ 

4.    كيف يمكن المقارنة بين البدائل المحددة، ومن الذي سيتولّى القيام بهذه العملية؟ 

5.    ما هو البديل الأنسب القابل للتطبيق في عالم الواقع، وكيف يمكن اختياره بشكلٍ صحيح؟ 

6.    كيف يمكن البدء الفعلي في تنفيذ البديل الذي وقع عليه الاختيار، ومتى ستبدأ هذه المرحلة، وأين سيتم التنفيذ؟ 

7.    ما هي أدوات قياس وتقييم عمليات التنفيذ، وكيف يمكن استخدام هذه الأدوات، ومن هي الجهة المسؤولة عن ضبط وحوكمة عملية القياس والتقييم؟ 

يتضح مما سبق، أن أدوات الاستفهام توفر إضاءات تمكّن المتأثرين بمشكلة معينة، أو المسؤولين عن حلها من طرح وصياغة أسئلة مُحفزة للإبداع وللتفكير خارج الصندوق، علماً أن العبرة تكمن في الجانب النوعي للأسئلة المطروحة وليس في الجانب الكمّي. هذا الأمر ينبغي أن يدفعنا للتفكير في نوع ودقة الأسئلة أكثر من التفكير في زيادة عددها الذي قد يكون مشوّشاً أحياناً. 

جدير بالذكر أن عملية طرح الأسئلة يجب أن تتم في المحل والتوقيت المناسبين، على اعتبار أن ذهن الإنسان يمكن أن يتفاعل مع الأسئلة بشكلٍ إيجابي وجيد عندما يكون متواجداً في مكان جميل ومحبب إلى قلبه، مع أهمية أن يكون في وضع نفسي يؤهله لتلقّي الأسئلة؛ وصولاً إلى تمكنّه لاحقاً من طرح إجابات موضوعية بشأنها، تُسهم في تفعيل مراحل حل المشكلات بأسلوب فعّال ومنتج.

Email