لبنان والحضور العربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

جاء تصريح مسؤول لبناني بأن لبنان سيغرق مثل سفينة «تيتانيك»، إذا لم يتمكن من تشكيل حكومة، ليؤكد ضرورة الحضور العربي المتجدد على الخط الداخلي، فهو عامل داعم لمسار تأليف الحكومة، وقد آن الأوان للأخذ بيد الشقيق اللبناني، ومساعدته على تجاوز أزمته، واستعادة توازنه، فالتحديات التي تواجه هذا البلد، لا سبيل لمواجهتها وصدها، إلا بالتضامن العربي، فلطالما كان العرب السد المنيع بوجه سقوط هذا البلد في هاوية الإفلاس والخراب.

التحرك العربي في اتجاه لبنان، لمساعدة أبنائه على بلورة أرضية تفاهم لتشكيل الحكومة، بات واجباً لا يحتمل التأجيل، فهو الملاذ الأول والأمل الأخير، فالبلد لم يعد يمتلك فائضاً من الاستقرار السياسي ولا الاقتصادي ولا المالي، ولا فائضاً من ثقة المواطن وثقة الخارج، فهو بحاجة إلى الحضن العربي، لكن من الضروري تجاوز السلبيات التي تركتها مواقف حسن نصر الله، ليستعيد لبنان من خلال ذلك حضوره العربي والإقليمي، وفق سياسات واضحة، فلبنان سار في طريق خاطئ، جعل منه دولة تسير وفق أجندة وصراعات طائفية، كما أن ‎الدولة‎ ‎اللبنانية‎،‎هي‎ ‎اليوم‎ ‎أسيرة‎ ‎التحالف‎ ‎القائم‎ ‎بين‎ ‎منظومة‎ ‎‎السلاح‎ ‎من‎ ‎جهة،‎ ‎ومنظومة‎ ‎الفساد‎ ‎من‎ ‎جهة‎ ‎ثانية، وعليها تصحيح المسار، لكسب ثقة العرب مجدداً، بعدما أضاعت ثقة المجتمع الدولي، جراء انعدام المسؤولية الوطنية، وانتهاج سياسة الإنكار.

على العرب ألا يتركوا لبنان أسير المطامع الإيرانية، وورقة تفاوضية بيد من يهوى النزاعات الإقليمية، فالحضور العربي سيسهم في ضبط المشهد الداخلي، بما يضمن حكومةً لا احتكارَ فيها لحقائب، ولا محاصصةَ فيها لمنافع، ولا هيمنةَ فيها لفئة، مع تكريس سياسات واضحة للموقف اللبناني من القضايا والملفات الخارجية، خصوصاً المرتبط منها بالواقع العربي، وظهور لبنان بوجهه الحقيقي، الذي لا يمكنه إلا أن يكون جزءاً من الإجماع العربي.

 

Email