حمدان بن راشد.. عطاء خالد

ت + ت - الحجم الطبيعي

 مصاب جلل وخطب أليم، برحيل حمدان بن راشد، النجم الساطع الذي أفل من سمائنا، ليخلد في قلوبنا، فقد كان، رحمه الله، قائداً ورجل دولة من قامة العظام، الذين لا عوض عنهم أبداً، في حكمته، وعمق بصيرته، وإنسانيته، ومواقفه العظيمة، ورؤاه السديدة.

ترجّل السند والعضيد، ورفيق درب محمد بن راشد، ليودّع الوطن رمزاً من رموزه، وفارساً عظيماً، بعد رحلة عطاء ستبقى خالدة، نستلهم منها العبر والدروس في إعلاء شأن الوطن ونشر أسباب الخير.

76 عاماً سطر خلالها حمدان بن راشد مآثر ومواقف وإنجازات، لا تكفيها الأقلام والسطور لسردها، في مسيرة حافلة بالعمل الوطني المخلص، والعطاء لأبناء شعبه والإنسانية جمعاء. وواكب خلالها الراحل الكبير مراحل تطور دولة الإمارات منذ النشأة، مرافقاً للمؤسسين، ولقادة الإنجاز والنهضة، بكل جهده وأمانته وإخلاصه لعلياء الوطن وأبناء شعبه، وعزهم ومجدهم، وكان سعيه الدؤوب مساهماً بارزاً في جميع محطات الريادة والتنمية الشاملة للإمارات، وريادتها.

اليوم فقدت دروب الخير، أحد رموزها، الذي لم تقف أياديه البيضاء عند حدود وطنه، بل قدمت الرعاية للمحتاجين في كل مكان على هذه الأرض. واتشحت صروح العلم والطب والمعرفة، وميادين الفروسية، حزناً على مآثر «بوراشد»، وبصماته الجلية في دعم الإنسان وتمكينه ورعايته، والتي تركت أثراً بالغاً في مسيرة حياة الملايين حول العالم.

إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، وإن الإنسانية لتبكي صاحب القلب الكبير، الذي ستبقى مواقفه وأعماله المخلصة في خدمة وطنه وأمته والإنسانية، خالدة لا تنمحي في ذاكرة الجميع، وملهمة للأجيال.

رحم الله فقيد الوطن والإنسانية، وأسكنه فسيح جناته، وألهم قيادتنا وشعبنا العظيم الصبر والسلوان. «إنا لله وإنا إليه راجعون».
 

Email