السعادة في وطن الريادة

ت + ت - الحجم الطبيعي

دولة الإمارات وطن السعادة والإيجابية، منذ أن أشرقت أنوارها على يد المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

فالعناية بالإنسان وتوفير سبل السعادة له وتسخير النعم والخيرات لتلبية متطلباته وتحقيق راحته ورفاهيته، كانت إحدى الغايات الكبرى التي حرصت عليها القيادة الحكيمة في دولة الإمارات طيلة مسيرتها، وفي ذلك قال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه: «إن سعادة شعبنا رجالاً ونساءً هي الغاية التي ننشدها على الدوام».

وجعلت دولة الإمارات للسعادة مؤشرات تقيسها ومبادرات تعززها ومواثيق تؤكدها وبرامج تُعنى بترسيخها في المجتمع، ولذلك أضحت وجهة الباحثين عن السعادة من حول العالم، حيث يعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية في سعادة وأمن وطمأنينة، متمتعين بحقوقهم، في دولة الخير والعطاء، التي لا تترك فرصة لإسعاد الناس إلا واغتنمتها.

وفي جائحة «كورونا» التي ضربت العالم من شرقه إلى غربه، كان نهج دولة الإمارات في التعامل معها نهجاً ريادياً إنسانياً مشرقاً، فقد استطاعت بكل اقتدار التعامل مع هذه الجائحة، وكبح جماحها، عبر سياساتها الاستثنائية ورجالها الأبطال في مختلف الميادين، بل ونجحت في تحويل هذا التحدي الكبير إلى فرص ومبادرات مستمرة للتطوير والتقدم وتحقيق الريادة في شتى المجالات.

وفي أوج هذه الأزمة كانت كلمات القيادة الحكيمة تنزل على النفوس برداً وسلاماً، لتخفف عنهم وطأة الجائحة، وأضحت عبارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: «لا تشلون هم»، نبراساً مشرقاً يبث أنوار الأمل والتفاؤل والطمأنينة في المجتمع، وأكد سموه أن الدواء والغذاء خط أحمر، ما كان له أكبر الأثر في تطمين النفوس وتقوية عزائمها، وتعزيز الأمل والتفاؤل والسعادة، وتبديد المخاوف والقلق.

وعملت دولة الإمارات خلال هذه الجائحة على تعزيز التحول الرقمي وتوسيع نطاق الخدمات الذكية للناس، لتسهيل أمورهم، وتوفير مختلف الخدمات لهم حيثما كانوا، ولوقايتهم من الجائحة دون أن تتعطل مصالحهم، وحلت في المركز الأول عربياً في مؤشر الخدمات الذكية الصادر عن الأمم المتحدة للحكومة الإلكترونية 2020.

وحظي ميدان التعليم بعناية كبرى في دولة الإمارات، لئلا يتأخر أبناؤنا وبناتنا عن تعليمهم يوماً واحداً بسبب هذه الجائحة، وفي الوقت الذي تعطل فيه التعليم في بعض البلدان بسبب جائحة «كورونا» كانت دولة الإمارات تعمل على قدم وساق لتطوير منظومتها الذكية في التعليم عن بُعد، ورفدها بأرقى التحديثات، ما ساهم في إكمال أبنائنا وبناتنا مسيرة تعليمهم، مع تحقيق إنجازات ومكتسبات نوعية في التعليم الذكي، وخلق جيل يتمتع بمهارات تكنولوجية متنوعة.

وأما في المجال الصحي، فقد كانت جهود دولة الإمارات نموذجاً ملهماً في العناية بالإنسان، والحرص على صحته، وتعزيز وقايته من الجائحة، وجعل ذلك أولوية كبرى، وقد سخرت الدولة جميع إمكاناتها لضمان صحة المجتمع، وتوفير الوقاية والعلاج للجميع، وصولاً إلى توفير اللقاح لأبنائها والمقيمين على أرضها بشكل مجاني وفي الكثير من المواقع والمراكز المنتشرة في ربوع الدولة.

كما كان عام 2020 حافلاً بالإنجازات الريادية التي أثبتت بها دولة الإمارات أنها دولة البناء والعطاء والإنجاز في كل الظروف ورغم كل التحديات، فقد أطلقت «مسبار الأمل» لاستكشاف كوكب المريخ، والذي وصل بنجاح -والحمد لله- إلى مداره المرسوم، ليتوج حلم دولة الإمارات في بلوغ الفضاء وتعزيز علومه، كما أعلنت عن تشغيل محطة براكة للطاقة النووية السلمية، إلى غير ذلك من الإنجازات الريادية الكثيرة.

إن التاريخ إذا تحدث عن جائحة «كورونا» فإن اسم دولة الإمارات يضيء في أنصع صفحاته، فقد وضعت الدولة بصماتها الريادية الخالدة في الفضاء والأرض.

وكانت منارة سعادة لأبنائها والمقيمين على أرضها، في ظل قيادة حكيمة تحرص كل الحرص على ترسيخ السعادة والريادة. يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «نعم، نحن نسعى لإسعاد الناس، وسيظل إسعاد الناس غاية وهدفاً وبرامج عمل، حتى يترسخ واقعاً دائماً ومستمراً».

* رئيس مركز جلفار للدراسات والبحوث

 

Email