بارقة أمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا شك أن طريق ليبيا لاستعادة سلطة الدولة وتأكيد السيادة الوطنية طويل وشاق، لكنه غير مستحيل، فقد شكل نجاح حوار جنيف بولادة السلطة التنفيذية بارقة أمل في مسار أزمة ليبيا التي طال أمدها، فإنتاج توافق مبدئي، يمكن البناء عليه للتوصل إلى حل شامل، ويفتح الباب أمام مرحلة انتقالية سلسة.

الأزمات لا تعالج بالحرب بل بالحلول، فالحل السلمي في ليبيا وإن كان في بدايته إلا أنه أفضل من الحرب، حيث إن هناك إرادة حقيقية لإيجاد خريطة طريق سلمية، تخرج البلاد من النفق المظلم، حيث إن التسوية السياسية بين جميع الليبيين بمختلف انتماءاتهم، هي الحل الوحيد لعودة الأمن والاستقرار إلى ليبيا والقضاء على الإرهاب وقطع الطريق أمام التدخلات.

يجب الاعتراف بأن الوضع الليبي معقد، رغم ظهور أمل السلام. ففي ليبيا سقط النظام وسقطت الدولة، وهنا تكمن العلّة التي جعلت الكل يرفض الكل وهذه تتطلب حواراً من أجل مبادئ وقيم جامعة لبناء الوطن، وليس حواراً من أجل أفراد ومصالح، وقد جرّب هذا البلد في السابق عدداً من الاتفاقات كان سبباً في تقسيم الشعب ونهب الثروات في غياب حكومة فعالة، ومؤسسات دولة قوية.

هناك ملفات عالقة وصعب حلها في القريب العاجل، ويحتاج الأمر إلى وقف خطاب الكراهية لأن النوايا الطيبة وحدها لا تكفي. بل يحتاج الأمر إلى مصالحة حقيقية وإنهاء سياسة التهميش، من خلال جهد مشترك وهادف وأكثر تنظيماً. فبمجهودات كافة النخب الليبية وباستمرار التزامهم بالمصلحة الوطنية ستعبر ليبيا جميع الألغام، والعمل على انطلاقة صحيحة نحو بناء دولة ديمقراطية مدنية تحترم المواطنة في مناخ يستطيع فيه الجميع المشاركة بعيداًَ عن سياسة الإقصاء.

وإن شاء الله ستكون هذه السنة سنة المصالحة الحقيقية، لا مكان فيها للحقد والكراهية لتحقيق التعايش ولتهيئة الظروف أمام حل سياسي سلمي، يراعي المصلحة العليا لليبيا وشعبها.

Email