قدم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في تغريداته المتواصلة عبر «علمتني الحياة»، دروساً للجميع في القيادة من رجل صنع الفرق خلال ربع قرن، وجعل إمارة دبي نموذجاً عالمياً فريداً في التطور، مؤكداً ومبرهناً للجميع أن الأمم الضعيفة هي من تملك أسباب القوة وترضى بالهزيمة، وأن الأمم الجاهلة هي من تملك العلماء، وترضى أن يكونوا في المؤخرة، وأن الأمم المتخلفة هي من تملك أسباب التقدم، وترضى أن تمشي كالسلحفاة في عالم يتحرك بسرعة الضوء.
فسموه يعد قدوة ونموذجاً في إنجاز الأعمال، ووضع الخطط الاستراتيجية طويلة وقصيرة المدى في المجالات كافة، والتي جعلت من دبي مدينة عالمية، تحقق حلم كل من يأتي إليها، وأن كل هدف واستراتيجية تم وضعها نلاحظ أن تحقيقها يكون في الزمن المحدد، ما جعل دبي مدينة عالمية مبهرة جاذبة لرواد الأعمال، وذلك نتيجة للبنية الرقمية القوية، والتيسير في الإجراءات، بالإضافة إلى الشعور بالعيش في بيئة مرفهة آمنة.
ولقد وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، رسالة إلى شعب الإمارات، بمناسبة الذكرى الـ 15 لتولي سموه رئاسة الوزراء، حيث سلط سموه في الرسالة الضوء على أهم المنجزات الحكومية، التي تحققت خلال السنوات الماضية، والتي أسهمت في وضع الدولة في مصاف الدول الأسرع نمواً والأكثر تطوراً، والأكفأ في استثمار مواردها وثرواتها، لتتصدر بذلك العديد من المؤشرات التنموية إقليمياً ودولياً، وتتحول منظومتها الحكومية، خلال خمسة عشر عاماً، إلى نموذج معياري في الفاعلية والإنتاجية والكفاءة القصوى في الأداء.
ولقد أظهر مؤشر «إيدلمان للثقة 2020 لفصل الربيع» أن التعامل الناجح مع جائحة «كورونا»، أسهم في تعزيز الثقة بحكومة الإمارات، فارتفعت بمعدل 11 نقطة، لتصل إلى أعلى مستوياتها، ولتكون أكثر الحكومات والجهات موثوقية على مستوى العالم.
وكشف المؤشر عن مستويات الثقة، التي تتمتع بها مختلف الأطراف في المجتمع، حيث برزت الحكومة كونها أكثر الجهات الموثوقة في الدولة، يتبعها الشركات والمنظمات غير الحكومية، ثم الإعلام. وارتكز التقرير على نتائج دراسة أجرتها شركة «إيدلمان» الاستشارية، والتي تعنى بالبيانات والتحليل، وشملت الدراسة 34 ألف مشارك في 28 سوقاً.
وبرزت الثقة بحكومة الإمارات، من حيث إن الحكومة تخدم مصلحة الجميع بالتساوي؛ حيث احتلت مركز الصدارة في مجال الكفاءة والأخلاق، لجهودها في التحالفات الدولية وسياسات الدفاع، بالإضافة إلى توفير بنية تحتية آمنة ومعاصرة.
لقد استطاعت حكومة الإمارات، ومنذ بداية جائحة «كورونا» أن تحافظ، وبكل ثقة واقتدار، على استمرارية أعمالها بعزم ونشاط متواصل ومستمر دون توقف؛ من خلال العمل عن بُعد، وذلك باعتمادها على تطور بناها وقدراتها وإمكاناتها التكنولوجية الحديثة المتقدمة، والتي ما هي إلا نتاج للرؤية المستقبلية الاستشرافية لقيادتها الرشيدة.
بقي أن أقول إن رسالة القائد قد مست شغاف قلوبنا جميعاً لما لها من دلالة قيمية ومعانٍ أخلاقية ومجتمعية، لأنها أولاً وقبل كل شيء، جسدت معاني تواصل وانتماء القائد بالمواطن على أرض الواقع، بدليل أن كل من قرأ الرسالة شعر بها على اعتبار أنها رسالة شخصية له.
والرسالة بهذا المعنى والوضوح ومستوى الشفافية بين القائد وشعبه فيها مجموعة من الدروس والعبر، أهمها أن سموه أراد أن يؤكد أنه لا وجود لمسافة فاصلة بين القيادة والشعب، كما تعني بعبارة أخرى أنه لا وجود إطلاقاً لخط أحمر يفصل بين الاثنين، لأن القيادة وفق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وكما يمارسها فعلياً، ليست سلطة مطلقة أو كرسياً أو عملاً مظهرياً، بل القيادة الحقة عند سموه هي رسالة ومسؤولية مجتمعية ذات مرجعية وقناعة إيمانية، تتجسد من خلال التواصل والترابط والتلاحم والتفاعل الخلاق بين القائد ومواطنيه.
وبهذه المناسبة الكريمة تحضرني هذه الأبيات الشعرية لسموه:
أعياد ناسي وشعبي ما لها ميعاد
في كل ساعة لشعبي والوطن ساعة
أسياد كنا وعشنا في دارنا أسياد
ما نحس بالخوف يوم الناس مرتاعة
وبلادنا ما تسمى في البلاد بلاد
وبلادنا اسمها الفردوس بأنواعه
نطيع رب السماء له خاضعين عباد
من بعد رب السماء للريس الطاعة
تهانينا القلبية لسموه بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعاً، مواطنين ومقيمين، وإلى مزيد من الإنجازات بإذن الله.
* كاتبة إماراتية