لبنان و«العناد السياسي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

مضى شهر ونصف على تكليف الحريري برئاسة الحكومة، دون تحقيق أي انفراج في تأليف الحكومة، بل بالعكس زادت التعقيدات، فيما سلسلة الأزمات تتراكم وتضغط بقوة على الشعب اللبناني، ما قد يؤدي إلى مزيد من الانهيارات.

حقيقة هناك استخفاف كبير بعقول اللبنانيين وتجاربهم المريرة، في ظل حرص السياسيين على وضع الحواجز والسدود أمام كل المخارج الإقليمية والدولية التي رُسِمت للبنان بعقليتين متصادمتين على حلبة التأليف، حيث إن العناد هو الحاكم لكلّ هذا المسار، دون تلبية تطلعات الشعب، في وقتٍ تتفاقم فيه الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية التي ترهق كاهل اللبنانيين، فعلى المسؤولين اللبنانيين أن يتخذوا خيار النهوض بدل الشلل، فالانسداد والعرقلة المطوّلة لمسار التأليف ستضع البلاد في حالة كارثية لا تنفع فيها المساعدات الدولية ولا التنازلات الداخلية.

المجتمع الدولي نفذ صبره من مماحكات ومناورات الأفرقاء السياسيين التي أفشلت أي مسار للإصلاح، وباريس مصدومة من أداء بعض القادة في لبنان، حيث أكدت في أكثر من مناسبة أن المساعدات ستكون موجهة للشعب وليس للدولة، فعلى ماذا يراهن المسؤولون لناحية تعاطيهم البطيء في تشكيل الحكومة، هل هناك إرادة داخلية ودولية لإبقاء الوضع على ما هو عليه بافتعال سلاسل الشروط والتعقيدات وفق مخططات خارجية، أم أن عقلية السياسيين المتشبثة بالمصلحة الذاتية على حساب مصلحة الوطن هي التي ساهمت في التعطيل؟

المصلحة العليا للبنان والشعب اللبناني تتطلب من القوى الفاعلة إنهاء الانسداد وتبديل أساليب العناد والتصلب بالمواقف إلى أساليب الانفتاح والحوار، فالتطورات الاقتصادية والمالية والاجتماعية في اتجاه مزيد من الانزلاقات الخطيرة، والخسارة سيدفع الجميع ثمنها.

 

Email