إنجازات في زمن الأزمات

ت + ت - الحجم الطبيعي

نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى قيادة دولة الإمارات وشعبها الكريم بمناسبة اليوم الوطني، الذي يعود علينا في هذه الظروف الاستثنائية، ودولتنا تمضي قدماً في مسيرتها المشرقة، متجاوزة كل الأزمات والتحديات، منطلقة نحو المستقبل وهي تدير عجلة الإنجازات بكل قوة وازدهار.

إن الناظر في سجل إنجازات دولة الإمارات خلال هذه الفترة يلمس بكل وضوح الرؤية العميقة للقيادة الحكيمة في إدارة سفينة الوطن خلال أزمة «كوفيد 19»، وما ترتب على ذلك من إنجازات كبرى، تعكس الإرادة الصلبة والإدارة المتميزة التي أسهمت في تحقيق هذا النجاح الفائق، كما تعكس ما تحلت به قيادة دولة الإمارات طيلة العقود الماضية من رؤية ثاقبة في التطور والازدهار، جعلت الدولة جاهزة لمواجهة أحلك الظروف والتحديات، وما الإنجازات التي نراها اليوم إلا امتداد لمسيرة لم تتوقف، في الوقت الذي رأينا فيها دولاً تراجعت نتيجة تأثرها بهذه الأزمة العالمية، وسقطت جريحة، غير قادرة على المحافظة على مكتسباتها، فضلاً عن تحقيق أي إنجاز.

لقد أثبتت دولة الإمارات أنها نموذج فريد في مواصلة الإنجازات في قلب الأزمات، بل وتحويل التحديات إلى فرص، ففي مجال التعليم، على سبيل المثال، والذي شكلت الجائحة تهديداً مباشراً للعملية التعليمية وأدت إلى انقطاع ملايين الطلبة عن التعليم في شتى أصقاع الأرض، فإن التعليم في دولة الإمارات واصل إنجازاته عبر التعلم الذكي، واستمرت جميع المدارس في الدولة عطائها عبر المنصات الذكية، حتى تكللت هذه المسيرة بالنجاح المنقطع النظير، وهو نجاح اشتركت في صنعه المؤسسات التعليمية والطلبة والأسر التي تفانت في دعم تعليم أبنائها وبناتها.

واستمرت مسيرة الإنجازات في دولة الإمارات لتضيء كل الميادين، ففي هذه الفترة، زمن أزمة «كوفيد 19»، أنجزت دولة الإمارت أهم مشروع علمي فضائي في المنطقة، بإطلاق «مسبار الأمل»، أول مسبار عربي إسلامي للمريخ ليبدأ رحلته إلى الكوكب الأحمر، كما تعمل الإمارات على إطلاق أول بعثة عربية إلى القمر، عن طريق مستكشف قمري إماراتي الصنع لاستكشاف مناطق لم تصلها البعثات البشرية السابقة، وهي إنجازات إماراتية تجوب أرجاء الفضاء، لتكتب للأجيال أن دولة الإمارات لا تعرف المستحيل، ولا تعرف حواجز تمنعها من تحقيق أرفع الإنجازات في الأزمات.

وفي هذه الفترة كذلك، دخلت الإمارات عصر الطاقة النووية، بإعلانها عن تشغيل أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي، وذلك في محطة براكة للطاقة النووية بأبوظبي، بهدف تشغيل أربع محطات للطاقة النووية لتوفير حاجة الدولة من الكهرباء بطريقة آمنة.

وفي هذه الفترة أيضاً، أطلقت الدولة مشاريع لتعزيز الأمن الغذائي، ومنها مشروع النظام الوطني للزراعة المستدامة، كما أطلقت مشاريع قانونية متنوعة، ومنها مشروع القانون الاتحادي للصحة النفسية، ومشروع قانون حماية السلامة الوطنية، وغيرها من المشاريع المتنوعة في المجالات المختلفة.

كما قامت الإمارات، وقت هذه الأزمة، بمراجعة هيكل الحكومة، فقامت بدمج وزارت وهيئات، وتغيير صلاحيات ومسؤوليات، واستحداث مناصب وزراء دولة جدد، وخلق مناصب رؤساء تنفيذيين في قطاعات تخصصية، فاستحدثت منصب وزير الدولة للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي، وأنشأت وزارة للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، كل ذلك للارتقاء بمستوى الخدمات والإنجازات والصعود المتواصل في منظومة التقدم والتطور.

وخلال هذه الأزمة الصحية العالمية، استمرت الإمارات في الارتقاء في سلم الصدارة في مؤشرات التنافس العالمي، فقد حازت المركز الأول عالمياً في 121 مؤشراً، والمركز الأول عربياً في 479 مؤشراً، وتصدرت في 79 مؤشراً دولياً جديداً، وأصبحت ضمن أكثر 10 دول تنافسية عالمياً في 314 مؤشراً دولياً.

إن هذه الإنجازات الكثيرة والنوعية والمتميزة بكل المقاييس، والتي تحققت خلال هذه الفترة العصيبة من فترات التاريخ، لتؤكد أن دولة الإمارات ماضية بقوة وعزم وتخطيط وطموح نحو مستقبل مشرق، تواجه فيه المتغيرات والتحديات وفق أرقى آليات الاستجابة، لتشع أنوار حضارتها في القمم في شتى المجالات، كما تعكس هذه الإنجازات معالم شعب وفيٍّ طموح، اصطف مع قيادته الحكيمة في العسر واليسر ولاءً وانتماءً واعتزازاً، ومضى معها يداً بيد لتحقيق تلك الإنجازات، وبرهن على معدنه الأصيل في الأزمات، وتمسكه بقيم الاتحاد، قيم زايد الخير، التي كانت نبراساً تضيء الطريق لبلوغ هذه الآفاق المشرقة.

 

 

Email