الضربة القاصمة للتنظيم الإرهابي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يوماً بعد آخر، نتأكد أن ثورة 30 يونيو في مصر، كانت الضربة القاصمة لظهر جماعة «الإخوان» الإرهابية، وكانت المؤشر الحقيقي أمام العالم لإعادة النظر في هذه الجماعة وتنظيمها الدولي.

تساقطت الأوراق السوداء، فضحهم التاريخ المظلم، وتم كشف ألاعيبهم وخططهم وتآمرهم على الشعوب.

منذ ثورة 30 يونيو، اكتشف العالم حقيقة الزيف التاريخي لهذا التنظيم الإرهابي، الذي تأسس على الخداع، وتوظيف المشاعر الدينية لدى الشعوب، توالى تصحيح الصورة الذهنية تجاه هذه الجماعة من دولة إلى أخرى، لم يعد خافياً على أحد، أن «الإخوان» جماعة إرهابية تعمل وفقاً لمخططات وأجندات استخبارات دولية منذ تأسيسها عام 1928 في مصر، بل منذ امتداداتها السابقة قبل النشأة في المحيط العربي.

مشوارها ملطخ بالدماء، ترتكب العنف وتمارس الإرهاب، بأية وسيلة من أجل الوصول إلى غايتها، سعت إلى الحكم، لكنها فشلت، طمع قادتها في «التمكين» من حكم العواصم العربية، وتحقيق حلم الأستاذية الذي عاشوا عليه.

لكن إيمانهم بنظام التقية فضح أمرهم مبكراً، فلم تعد سياستهم تنطلي على الشعوب الوطنية التي تؤمن بمفهوم الدولة المستقرة والمستقلة، صدمتهم ردود الأفعال الغاضبة، من شعوب العواصم العربية، حاولوا تبييض وجوههم في العواصم الأوروبية، وراحوا يتسولون دعم ومساندة الغرب وأوروبا، ويتاجرون بمظلومية مخادعة، اعتقدوا أنهم الأذكياء.

اخترقوا المساجد، وما يسمى «الجمعيات الخيرية»، لينطلقوا منها إلى تدمير العواصم الأوروبية نفسها، انكشف أمرهم، تأكدت وجهة نظر الدولة المصرية التي قالتها منذ زمن طويل، وأكدها الشعب المصري بثورته العظيمة التي أطاحت بحكمهم.

نعم مصر كانت سباقة في تقييم هذه الجماعة الإرهابية، التي كشفت نفسها أمام الشعوب العربية، وشعوب العالم، بأنها تنظيم إرهابي وظيفته ممارسة العنف والقتل والدمار والفوضى والتخريب.

فعلت ذلك في مصر وسوريا والعراق واليمن وليبيا، وتسللت إلى بعض دول الخليج، لتتمدد بقواعدها وعناصرها المتطرفة، لكنها لم تتمكن، فقد حاصرتها الإرادة والنفوذ الوطني الخالصين للشعوب العربية الشريفة، فراحت تحتمي بقوى الخارج، التي تعرف كودها السري منذ التأسيس، ظنت أن رائحة «الأوبامية» تعود مجدداً على يد الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، ومن ثم يتجدد معه ما يسمى الربيع العربي.

في واقع الحال، حساباتهم هنا خاطئة، فلم تعد توجد بقعة في العالم لا تعرف أن هذه الجماعة إرهابية ووظيفية، ونازية، أي أنها خلاصة لفكرة دموية عاشها العالم تاريخياً، ولا يمكن استدعاؤها مرة أخرى.

الأيام الماضية، أشادت دار الإفتاء المصرية، ببيان هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، باعتبار «الإخوان» جماعة إرهابية، البيان لقي صدى واسعاً بوكالات الأنباء العالمية، وليس العربية فقط، الرسالة قاطعة، المسلمون حول العالم يلفظون الجماعة الإرهابية، واعتبارها مؤسسة لتصدير كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية في العصر الحديث.

بيان هيئة كبار العلماء في السعودية، أصاب التنظيم الدولي في مقتل، جاءت ردود أفعالهم، تؤكد أن جدار الجماعة يتهاوى سريعاً، فحالة التخبط بدت واضحة على موقفهم من بيان المملكة، وكذلك التأييد الواسع من قبل دار الإفتاء المصرية.

الخناق ضاق بالفعل. منطقة الخليج، وفي مقدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة، قالت كلمتها مبكراً تجاه هذه الجماعة الإرهابية، الإنذار يأتي بثماره خطوة تلو الأخرى، لا بد من الحقيقة وإن طال الزمن.

أوروبا الآن تتخذ إجراءات صارمة تجاه عناصر التنظيم الدولي الموجودين على أراضيها.

انتفاضة العواصم الأوروبية ضد هذا التنظيم لا تقل عن مواجهة العواصم العربية. الجماعة باتت منبوذة، لفظها العالم، لم يعد لها حاضناً تستند إليه، قواعد اللعبة تغيّرت، عقارب ساعة الغرب لن تعود إلى الوراء.

إذاً عندما نقرأ رسائل دار الإفتاء المصرية، وبيان هيئة كبار علماء السعودية، ونضعهما بجانب موقف دول عربية، مثل الإمارات، نجد أننا أمام أفول عصر التنظيم والفكر الإرهابي لهذه الجماعة، وهنا يجب علينا التأمل في ضرورة مواصلة الحصار الفكري، لنهج هذا التنظيم، وصقل العقل العربي بمفاهيم الدين الصحيح، ونبذ العنف، والعمل على تشكيل الوعي العام العربي في مختلف مراحله، لمواجهة هذه التحديات، حتى لا تبقى سموماً من الأفاعي وهى ترقص رقصتها الأخيرة.

* رئيس تحرير «الأهرام العربي»

 

Email