علم النفس التربوي وجوانب العملية التعليمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لعلم النفس التربوي دور مهم في عملية التدريس وجوانبها المختلفة من حيث اختيار الأهداف التربوية وتخطيطها، وكيفية توصيل المعلومات للطلبة، واختيار طريقة التدريس المناسبة، ومراعاة الفروق الفردية، وإثارة الدافعية للتعلم، وإجراء عملية التقويم وقياس التعلم بمختلف أنواعه بشكل علمي ودقيق، وفيما يلي شرح موجز لهذه الجوانب:

الأهداف التعليمية ونواتج التعلم: يزود علم النفس التربوي المعلم بالتدريب على الأهداف التعليمية من حيث التعرف على أنواعها وصياغتها، وتزويد المتعلمين بها، فعملية التخطيط مهمة في عملية التدريس، سواء التخطيط اليومي أو الفصلي.

- طرق وأساليب التدريس: يساعد علم النفس التربوي المعلم باختيار طريقة التدريس المناسبة للطلبة بحيث تراعى طبيعة المادة الدراسية، وكذلك خصائص الطلبة العمرية والعقلية والجسمية، كما يساعده كذلك بتنويع أساليب التدريس وعدم الاقتصار على طريقة واحدة حتى لا يشعر الطلبة بالملل، فاختيار طرق التدريس للمرحلة الأساسية تختلف عن المرحلة الثانوية.

- التعلم الصفي: يساعد علم النفس التربوي المعلم في التعرف على أنواع التعلم المختلفة، واكتساب المبادئ والقوانين التي تحكم عملية التعلم والنشاط التعليمي.

- الفردية بين المتعلمين وحاجاتهم: يزود علم النفس التربوي المعلمين بالأسس والمبادئ العلمية المتعلقة بكيفية مراعـاة الفروق الفرديـة عند الطلبة، من خلال التعرف على اهتماماتهم وحاجاتهم وميولهم، والتعرف أيضاً على المظاهر النمائية للمتعلمين في كل مرحلة عمرية.

- إثارة دافعية الانتباه لدى المتعلمين: من خلال دراسة مواضيع الدوافع وأهميتها في التدريس، ودراسة موضوع الانتباه، حيث تفيد المعلمين في تعريفهم بأساليب إثارة الدوافع والانتباه لديهم من خلال عنصر التشويق، وتنويع طرق التدريس.

- عملية التقويـم والمعلم: يسهم علم النفس التربوي في تزويد المعلمين بأساليب ووسائل التقويم المناسبة، من حيث الإدارة والتصحيح والتفسير والقرارات المتعلقة بنتائجها، فعملية التقويم مهمة في عملية التدريس، فمن خلالها يستطيع التعرف على مدى تحقيق الأهداف التربوية عند المتعلمين.

فالمعلم يستخدم أشكال التقويم المختلفة داخل الغرفة الصفية بعد كل هدف يتم تحقيقه، كذلك التقويم الختامي في نهاية الحصة الدراسية، بالإضافة إلى استخدام مختلف أنواع الاختبارات: الموضوعية كالاختيار من متعدد، والصح والخطأ، والمطابقة، وإكمال الفراغ، أو الاختبارات المقالية ذات الإجابة الطويلة أو القصيرة والتقويم الأدائي الذي يركز على شخصية المتعلم وأدائه ومهاراته.

نلاحظ مما سبق أن علم النفس التربوي من المقررات الأساسية اللازمة لتدريب المعلمين وتأهيلهم؛ لأنه يزودهم بالأسس والمبادئ النفسية التي تتناول عملية التعلم والتعليم، ومن فوائده: مساعدة المعلم في تطبيق حصيلة المبادئ الصحيحة التي تفسر التعلم المدرسي، وهذه المبادئ التي يوفرها هذا العلم هي نتائج البحث العلمي المنظم، التي يمكن تطبيقها في معظم المواقف التربوية، فعلم النفس التربوي يساعد المعلمين على ترشيد عملهم التربوي وجعله أكثر حكمة وكفاءة، تزويد المعلم بفهم ومعرفة مراحل النمو للطلبة الذين يقوم بتدريسهم، والتعرف على مظاهر النمو ومطالبه في كل مرحلة عمرية، تزويد المعلم بالوسائل والأساليب الحديثة التي تستخدم في التدريس.

لقد ازداد الاهتمام بعلم النفس التربوي مؤخراً، نظراً لاتساع جوانب العملية التربوية، وتعدد متغيراتها والعوامل المؤثرة فيها، خاصة مع ازداد التطور العلمي والتكنولوجي، والتطور في مهارات التواصل الاجتماعي؛ لذلك شكّل هذا التخصص رافداً قوياً لتحسين كفاءة عملية التعلم والتعليم.

*مدير جامعة الوصل

 

Email