لبنان.. تحت المجهر

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا شك في أن التخبط حيال التعاطي مع مرحلة ما بعد انفجار 4 آب سيد الموقف بلبنان، في ظل البحث عن تشكيل حكومة جديدة، يتشارك فيها الجميع، فلا أحد يملك توجهاً واضحاً لما ستؤول إليه الأمور حكومياً نتيجة وصول لبنان إلى هذا الدرك من الفساد السياسي والاقتصادي، لكن رغم هذه المعوقات فإن الإصلاحات ضرورية لكي تعود الثقة بين الشعب والسلطة، وإلا فإن الأزمات ستتكرر في لبنان.

الوصول إلى اتفاق حول حكومة جديدة، في الظروف العادية، يستغرق شهوراً عدة، فما بالك في هذه الظروف الاستثنائية، التي تشهدها البلاد بعد انفجار مرفأ بيروت، لكن الأزمة تلد الهمة، فهناك فرصة حقيقية لإزالة غبار الحطام بالعمل على تغيير كلي للمنهجية المعتمدة في التعامل مع الأزمات بإقامة الدولة المدنية العادلة خارج مفهوم الطائفة.

لبنان- للأسف- يحوي عدداً من«المقاطعات» الحزبية، التي تحرص على تكريس المحاصصة، وهذا ما أدى إلى أزمات متكررة، فالبلد غير مستقل عن الإرادة الخارجية، وهو ما جعل منه ساحة لتصفية الحسابات لا سيما في ظل عدم قدرة الجيش على السيطرة على سلاح حزب الله، وعدم قدرة الحكومات السابقة على بسط قراراتها دون تدخلات حزبية، كما ان الثقة الشعبية المفقودة بالسلطة امتدت ايضا إلى المجتمع الدولي الذي لا يثق في خيارات السلطة في ظل اتساع الطائفية والفساد اللذين أديا إلى فشل بناء وطن حقيقي.‏يجب أن تتضافر جهود الجميع لتنظيف الساحة الداخلية ووضع بلادهم على سكة التغيير الحقيقي، والتسريع بحكومة وحدة وطنية تداوي جراح اللبنانيين، وتنتهج طريقة مختلفة في العمل مبنية على أسس جديدة، فلبنان دخل مرحلة حساسة تضعه تحت المجهر، فإما الخروج منتصراً من الأزمات التي تعصف به، وأمأ الانزلاق إلى المجهول الذي يغرق البلاد في فوضى عارمة.

Email