حلم وطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

لحظة تاريخية جديدة سجلتها الإمارات، أمس، بنجاحها في تشغيل أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي في محطات براكة. لحظة ملهمة ستتذكرها الأجيال اللاحقة بكل اعتزاز، وإنجاز آخر يراكم خبراتنا الوطنية، يضاف إلى سجل «اللامستحيل» الإماراتي.

تشغيل براكة يأتي بعد أيام قلائل من إنجاز مسبار الأمل، ليؤكد أن دولتنا -برؤية قيادتها المتفرّدة وسواعد أبنائها- تخطو خطوات مدروسة في مسيرة بناء المعرفة، وتحمل رسالة للعالم بأن العرب قادرون على استئناف مسيرتهم العلمية ومنافسة بقية الأمم العظيمة.

ما أنجزته الإمارات لم يأتِ بين يوم وليلة، إذ هو نتاج نهج آمَن بالاستثمار في العلم، وراهَن على قدرات أبنائه، ليكسب بثقة معركة صناعة المستقبل، وهو كذلك ثمرة جهد خلاق من كوادر وطنية، ترجمت رؤية قيادتها إلى واقع نفتخر به اليوم. وبالرغم من جميع التحديات، أظهرت كفاءاتنا قدرتها الكبيرة على الالتزام، وتمكنت من تحميل حزم الوقود، وإجراء اختبارات شاملة، وإتمام عملية التشغيل، لتأتي اللحظة الأهم في مسيرة برنامجنا النووي السلمي، متوّجة أكثر من عقد من الرؤية الطموحة والتخطيط الاستراتيجي، لتغدو الإمارات اليوم الثالثة والثلاثين عالمياً في تطوير محطات طاقة نووية لإنتاج الكهرباء، على نحو آمِن وموثوق وصديق للبيئة، وترسخ بذلك مكانتها في قطاع حيوي، يعد حكراً على قلة من الدول.

نقلة نوعية في قطاع الطاقة، تصوغ بها الإمارات رؤيتها للمستقبل، وتمثل إنجازاً حضارياً تضيفه إلى رصيد إنجازاتها، والذي عقدت العزم على المضي قدماً في مراكمته. وخطوة مهمّة على طريق الاستدامة، الذي نمضي به بآمال كبيرة، وأهداف واضحة، وطموحات عالية، تؤكد أننا قادرون على تحقيق المزيد من الإنجازات على الأرض، وفي الفضاء، حتى تتبوأ الإمارات مكانتها في مقدمة الأمم.

Email