«مسبار الأمل» فخر العرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يوماً بعد يوم تخرج علينا دولة الإمارات العربية المتحدة بكل ما هو جديد، وبكل ما هو له فائدة عظيمة لحياة الإنسانية الواعدة.. وتقدم الإنجازات والإسهامات الطيبة لما فيه الخير العميم.. وآخر تلك الإنجازات هو «مسبار الأمل» الذي هو سيصبح بإذن الله فخراً للعرب والخليجيين وللعالم أجمع.. فهذا الحلم انتظره العرب وتتجه عيونهم إلى السماء حالياً لمتابعة مهمة استكشاف كوكب المريخ.. هذا الحدث التاريخي من حياة منطقة الخليج، وما تمثل نتائجه من أهمية كبيرة في حياة الإنسان. ومن ناحية أخرى، فإن هذا الحدث يأتي في ظل أوضاع جائحة فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد 19) الذي يجتاح العالم بكل نواحيه، الأمر الذي يثبت أن الحياة لن تقف عند الجوانب السلبية. ولم تتوقف دولة الإمارات عند تلك الظروف، بل استمرت نحو تحقيق المجد على الرغم من الظروف التي قد تبدو غير مواتية بالنسبة للبعض.

دولة الإمارات العربية المتحدة استطاعت أن توسّع مكانتها الفضائية، وتتبوأ مركزاً عالمياً ضمن الدول الرئيسية في تقديم التعاون الدولي في مجال الفضاء، ليس فقط للمنطقة العربية ولكن للعالم أيضاً. والمحاولات السابقة في هذا الصدد تثبت هذا الأمر.

إن دخول دولة الإمارات بشكل سريع لعصر الفضاء، إنما هو خطوة غير مسبوقة بالنسبة لدولة عربية خاضت مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتنموية كافة. وكانت توجهات القيادة الرشيدة في دولة الإمارات بقرارات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ورعاية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ومتابعتهما لخطوات المشروع منذ البداية حتى الآن، نقطة البداية نحو توجه دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الدخول لعصر الفضاء، هذا التوجه الذي يكتسب أهميته العربية والعالمية.. فهذا ولا شك يعني الكثير من الأهمية. وكما أكد الكثيرون من المراقبين والمتابعين على أن المشروع الإماراتي لدخول عصر الفضاء، هو مشروع متكامل يسير بخطى ثابتة ومدروسة ونجاحات قريبة ملموسة تهدف جميعها لخدمة الإنسان، والإنسانية ولتغذية العقول البشرية الشابة بمثل هذه التقنيات والتخصصات.

ويدعم المشروع التعاون بين المراكز المعنية بالفضاء والفلك داخل دولة الإمارات وفي كافة أنحاء العالم، وليس هذا فحسب، بل وأيضاً نقول بأن هناك مشاريع مدروسة ومدعومة من قبل وكالة الإمارات للفضاء، التي تعمل في الوقت الحاضر على تحقيقها وتعزيز نجاحها.

إن الدول العربية الشقيقة وبالذات الدول الخليجية مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن تدعم جهود وتوجّه دولة الإمارات العربية المتحدة نحو عصر الفضاء وتقديم كل الدعم والمساندة المعنوية وغيرها.. واستعادة الأمجاد العربية، حيث إن أي نجاح في هذا المجال.. إنما هو نجاح للعرب جميعاً، بل ولمسلمي العالم أجمع.. وأيضاً فإننا اليوم ما أحوجنا كشعوب وأمة عربية إلى مثل هذا النوع من الدخول لعصر الفضاء، وذلك بالنظر إلى أن الدول العربية متأخرة كثيراً في هذا المجال، بينما هناك عدة دول دخلت عصر الفضاء من أوسع أبوابه على الرغم من قلة وضعف الإمكانات والقدرات.

وبناء على كل ما أسلفناه نقول إننا كشعوب عربية نفخر بوجود توجهات ورؤى صادقة وحقيقية لدخول دولة الإمارات عصر الفضاء بالشكل المدروس الذي يتم حالياً.. وكل تلك الرؤى والجهود الصادقة تتم تحت رعاية وتوجيهات القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، والتي لا تدخر جهداً ولا مالاً من أجل تطور ورفعة شأن هذا البلد العظيم، ونطالب مرة أخرى كل الشعوب والدول العربية، بكافة شرائحها ومجتمعاتها ومفكريها وصانعي القرار، بتقديم الدعم لأي جهد تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة في مشاريعها البناءة في مجال صناعة فضاء على مستوى متقدم يقدم الفخر والتقدم والتطور لتلك الشعوب العربية التواقة لرؤية الأمة العربية، وهي تحقق الإنجاز الأسمى في هذا المجال. والله الموفق.

* كاتب كويتي

Email