رحلات سفر الأعمال ما بعد «كوفيد 19»

ت + ت - الحجم الطبيعي

في غضون أشهر قليلة فقط، تسبب (كوفيد 19) في تعليق رحلات سفر الأعمال على النطاق الدولي وأحدث توقفاً كلياً للعالم بأسره وفي وقت سابق، توقعت جمعية سفر رجال الأعمال العالمية (GBTA)، بأن يتخطى حجم الإنفاق السنوي على رحلات سفر الأعمال حاجز 1.7 تريليون دولار في 2022، غير أن هذه التوقعات أصبحت غير مؤكدة اليوم.

وبالنظر إلى أن هناك ما يقارب من 90% من سكان العالم الذين يعيشون في دول تفرض قيوداً صارمة على السفر، تحملت شركات الطيران وشركات السفر وقطاع السياحة عموماً العبء الأكبر من هذا التأثير.ليس بمقدورنا التكهّن بمدى تأثير وتبعيات تفشي فيروس كورونا المستجد، ولكن الذي نعرفه بالفعل هو أن قطاع سفر الأعمال سيتغير بكل تأكيد.

وفي هذا الإطار، من المهم للشركات في منطقة مجلس التعاون أن تفكّر ملياً بماهية وطبيعة هذه التغيرات وكيف سينعكس تأثيرها على الشركات وعلى المسافرين بغرض العمل وما هي الإجراءات المفيدة التي يمكن اتخاذها على المدى القصير.

ومع عودة رحلات سفر الأعمال من جديد، من البديهي شعور الموظفين والشركات، بالتردد في البداية للذهاب في رحلات سفرهم وهذا بدوره سيُوجد حاجة لوضع آليات أقوى بشأن تحديد ضرورات سفر الأعمال واتخاذ القرارات المناسبة بشأنها. والتساؤل الذي يدور هنا، كيف يتم تحديد ذلك ومن يملك القرار النهائي؟

ففي العديد من الشركات، تتوزع مسؤوليات اتخاذ قرارات سفر الأعمال بين مختلف المناصب الوظيفية، ولكن سيكون من الضروري في المستقبل اتباع آلية معينة وتحديد الجهة المسؤولة عن ذلك بهدف تلبية توقعات الموظفين وحماية التزامات الشركة في نهاية المطاف.

كما قد سنشهد مستقبلاً قيام المزيد من الشركات بتوظيف مدراء للسفر أو تبني برامج مؤسسية داعمة جديدة لضمان اتخاذ القرارات الصحيحة وحماية الموظفين بالإضافة إلى عوامل عدة ينبغي أخذها في الحسبان، ومن ضمنها المخاطر الصحية الجسدية والنفسية على المسافر، ومخاطر الوجهة المقصودة - مثل معايير الرعاية الصحية المحلية والاستجابة الحكومية المتوقعة في حال تفاقم تفشي الوباء.

وكشف استطلاع عالمي أجرته كولينسون مؤخراً بأنه في حين يّجمع نصف المسافرين برحلات عمل بأن الشركات التي يعملون لديها تستثمر في خدمات المساعدة الطبية والأمنية لتقديم الدعم اللازم لهم فإن 51% من هؤلاء ليسوا متأكدين من مغزى أو منافع تلك الخدمات. ومع ذلك، يبدي هؤلاء الموظفين أيضاً مخاوف أو نوعاً من التردد في الاستفادة من خدمات المساعدة والدعم الخاصة بالمسافرين التي تم تسجيلهم فيها، إذ أعرب خمس المستطلعين فقط عن ثقتهم من القدرة على استخدام خدمة المساعدة الطبية والأمنية المتاحة على مدار الساعة في حال تعرّضهم لأي حالة طارئة أثناء السفر.

ومع عودة الحياة إلى طبيعتها، تشهد المرحلة الانتقالية استمرار التطبيق المتزايد لإجراءات التباعد الاجتماعي وتدابير النظافة والتعقيم ومراقبة الحالات المرضية مع السماح بالسفر الدولي.وفي هذه المرحلة يتطلب الأمر من الشركات أن تبدي قدراً كافياً من المرونة من حيث تطوير سياساتها الخاصة تماشياً مع التغيرات المتسارعة ويشمل هذا عوامل عدة، بدءاً من كيفية الموافقة على مهام السفر للشركات وصولاً إلى نوع التوجيهات الإرشادية التي يتلقاها الموظفون سواءً التوصية بارتداء أقنعة الوجه عند السفر إلى بلدان معينة أو التذكير بتخصيص مزيد من الوقت لاستكمال إجراءات الفحص والتفتيش الأمني في المطارات.

كما يُنصح كذلك بالتحقق من شركات الطيران التجارية المختارة لفهم إجراءات السلامة المطبقة لديها.فعلي سبيل المثال قامت كل من طيران الإمارات والاتحاد للطيران بتطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي أثناء الرحلات والتي لا تسمح القيام بإجراءات ركوب الطائرة أو اختيار المقاعد عبر الإنترنت وبدلاً من ذلك، ستتاح إمكانية اختيار المقاعد من قبل فرق العمل في المطارات من أجل الامتثال لقواعد التباعد الاجتماعي أثناء الرحلة.

* المدير التجاري لشركة كولينسون في الشرق الأوسط وأفريقيا، ومدير منطقة جنوب آسيا

 

Email