اجتماع خيمة الفتنة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتآمر المتآمرون في الخيام المغلقة، والسراديب المظلمة ضد الأوطان والشعوب، ويظنون أنهم بمنأى عن المحاسبة والافتضاح، وأنهم يستطيعون الاستمرار في طريق الشر والخيانة، واللعب من تحت الطاولة، ونسج المؤامرات في أقبية الظلام إلى ما شاؤوا، ولكن «تجري الرياح بما لا تشتهي سفنهم»، فسرعان ما ينفضحون، ويعلو صدى مؤامراتهم في الآفاق، بتسريبات صوتية، تكشف خفايا مؤامراتهم السرية تلك، لتزلزلهم وتزلزل كل مغتر بهم.

هذا هو حال المتآمرين في خيمة القذافي، من أصحاب الأجندات الحزبية والمتطرفة، الذين عقدوا اجتماعات سرية من دون أي وازع ولا رادع، للتآمر ضد دولهم، والعمل على تدميرها وتخريبها، اختلفوا في توجهاتهم المتناقضة، ولكن اجتمعوا جميعاً على هدف واحد، وهو إسقاط الدول العربية، ونشر العنف والفوضى فيها.

وقد وضعوا كل الوسائل نصب أعينهم لتحقيق هذا الهدف، من تكوين تنظيمات سرية، وتجنيد شخصيات ثورية، وإنشاء واجهات زائفة لتغطية أنشطتهم، والمتاجرة بالشعارات البراقة، لغسل الأدمغة واستثارة العواطف، ولكن يأبى الله تعالى إلا أن تذهب تلك المخططات أدراج الرياح، وينكشف المستور عبر تسريبات صوتية، توثق تلك اللقاءات التآمرية، التي أُسست على المكر والغدر والخيانة.

إن هذه الترتيبات التي أصبحت فضيحتها تُظهر لكل عاقل المخططات التخريبية التآمرية للتيارات الحزبية والمتطرفة، الذين تواطأوا على التآمر ضد الدول العربية بشكل عام، ودول الخليج بشكل خاص، وعلى رأسها التيار الإخواني، الذي ضرب بكل القيم والأخلاق عرض الحائط، وجعل أكبر همه تخريب الدول والأوطان، وإسقاط الأنظمة والحكومات، ونشر العنف والفوضى فيها بكل الوسائل، وهو ما يُظهر لكل عاقل، صواب وحكمة القرارات العربية والعالمية بإدراج هذا التنظيم في خانة التيارات الإرهابية المتطرفة.

إن من العار كل العار أن ينقلب الفرد عدواً متربصاً يتحين الفرص للانقضاض على وطنه، دون مراعاة لأي حرمة، كما هو حال المتطرفين الحزبيين، الذين لا تزيدهم الأيام إلا فضيحة، وتُسقط أقنعتهم الزائفة، التي يحاولون إظهارها في العلن، وتكشف ما يخفونه ويمارسونه في الواقع والحقيقة من التآمر والخيانة ضد الدول والشعوب.

إن هذه التسريبات تظهر السقوط المدوي لشخصيات إخوانية ودينية متطرفة، تزلفت سابقاً للقذافي في تلك الخيمة، ووضعت يدها بيده في مشاريع التآمر والإرهاب والفوضى الهدامة الموجهة ضد الدول العربية، لإسقاطها وتخريبها، لصالح مشاريعهم الأيديولوجية الساقطة.

إن من أكبر الدروس المستفادة من هذه التسريبات أن هؤلاء لا يتورعون عن التحالف مع الشيطان نفسه، لتحقيق أهدافهم، وأنهم أدوات ومطايا لأي جهة تخريبية، تسعى لتدمير الدول من الداخل، وإلحاق الضرر بها، وأنهم لا يتورعون حتى عن الوقوع في الخيانة العظمى ضد دولهم.

وهذا ليس بغريب عليهم، فقد باعوا في الواقع أوطانهم، وخانوا قادتهم، وتآمروا على مجتمعهم، عندما انضموا لتنظيمات سرية صرفوا لها ولاءهم، وجعلوا مصلحتها فوق أي مصلحة، فأي شيء يمنعهم بعد ذلك من أن يضعوا أيديهم في أيدي أي جهة معادية، تهدف إلى تدمير أوطانهم وتخريبها؟! وأي شيء يمنعهم من أن يرتموا في أحضان القوى الأجنبية الطامعة، ويؤيدوا أنشطتها العسكرية المعادية في الدول العربية؟!

وهل بقي لدى عاقل بعد هذا كله شك في خطر هذه التنظيمات، التي تتآمر وترتمي في أحضان كل عدو متربص، وأنهم أدوات ومطايا في مشاريع الهدم والفوضى؟!

لقد جعلت هذه الحقائق الناس أكثر وعياً ويقظة وإدراكاً بما يحاك ضد دولهم، وكشفت حقيقة من يتاجرون بشعارات الحرية والديمقراطية زيفاً وخداعاً، بينما هم في الواقع لا يريدون من ذلك إلا نشر العنف والفوضى والخراب، وكذلك من يتاجرون بالشعارات الدينية، الذين يلعبون بعواطف الناس، ويغررون بالشباب، ويستغلون عاطفتهم وحماسهم ولا يعنيهم من ذلك كله إلا خدمة تنظيماتهم وأحزابهم والجهات، التي تدعمهم وتمولهم.

إن الأيام حبلى لا تزال تكشف كل عجيب عن المتآمرين ضد الأوطان والشعوب، الذين يتاجرون بالشعارات البراقة، ويموهون ويخدعون، بينما هم في الحقيقة متآمرون وخائنون حتى النخاع، وهو ما يستوجب تكاتف الجميع لإفشال هذه المخططات، وفضح أصحابها، وحماية الدول والأوطان من شرها وضررها.

* رئيس مركز جلفار للدراسات والبحوث

 

Email