حصانة أمننا الغذائي

ت + ت - الحجم الطبيعي

سياسة الإمارات الاستراتيجية لتعزيز أمنها الغذائي، أثبتت نجاحها بجدارة، خلال أزمة «كوفيد 19»، التي اجتاحت العالم وعطلت خطوط إمداده، حيث لم تشهد أسواق الدولة أي نقص في السلع الغذائية في مختلف الأوقات.

ما تحقق على هذا الصعيد لم يأتِ من فراغ، فنهج القيادة الاستباقي، عزز الأمن الغذائي للدولة، وأثبتت منظومة الغذاء أنها تتمتع بجاهزية عالية، وقدرة على مواجهة التحديات، وهو ما أكده محمد بن راشد، خلال زيارته مزرعة «فيش فارم» في دبي، أمس، منوهاً سموه بالأوضاع الاستثنائية التي يمر بها العالم من جرّاء انتشار الفيروس، والأسلوب الناجح الذي اتبعته الإمارات في مواجهة تداعياته، وهي أمور أظهرت قوة ومتانة أمننا الغذائي، وأكدت قدرة الدولة على تلبية احتياجات المجتمع مهما كان حجم الطلب.

الإمارات قطفت ـ بحكمة قيادتها ـ ثمار تخطيطها الاستراتيجي طويل المدى، وغني عن القول، إن إطلاق الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، وتشكيل مجلس الإمارات للأمن الغذائي، واعتماد قانون اتحادي لتنظيم المخزون الاستراتيجي للسلع الغذائية، بهدف تحقيق الاستدامة في مجال الغذاء، كان له الدور البارز في نجاح خطط الدولة خلال الجائحة.

إلا أننا اليوم نقف على أعتاب مرحلة جديدة، تتطلب استعداداً مغايراً لمرحلة ما قبل الوباء، استعداداً يقوم على خلق الفرص وتبني الابتكار، واستلهام أفكار الشباب الخلاقة، بما تحمله من رشاقة ومرونة وسرعة في الإنجاز. ومن أبرز متطلبات هذه المرحلة التوسع في إنتاج غذائنا محلياً، وصولاً إلى الاكتفاء الذاتي، كخيار استراتيجي. والاعتماد على شباب الإمارات وعقولهم المبدعة، بتقديم ابتكارات تعين على تعزيز الأمن الغذائي على المديين القريب والبعيد.

همتنا عالية، ولدينا الإمكانات والعقول، التي وضعت فيها قيادتنا الرشيدة ثقتها العالية، لتحقيق نجاحات جديدة، وتقديم حلول تعين على الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من احتياجاتنا الغذائية، والأبواب، كما أكد محمد بن راشد، مفتوحة اليوم أمام كل صاحب عطاء يمكنه المساهمة في تحقيق هذا الهدف.


 

Email