رأي

«الوباء» والحرب النفسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأ عدد من وسائل الإعلام العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي، يبث تنبؤات متشائمة حول الموجة الثانية لوباء «كورونا»، بالتزامن مع وضع الجائحة، العالم كله أمام امتحان البحث عن نقطة نور تضيء، وتزرع الأمل من جديد، وعلى أسس متينة جديدة.

الحرب اليوم هي حرب نفسية يبثها عدد من الماكينات الإعلامية لإعادة جهود العالم في محاربة الفيروس إلى نقطة الصفر، بمحاولة كسر كل المكاسب المحققة وإزاحة الأسهم والرماح عن الأهداف والخطط الموجهة للمعركة المصيرية ضد الوباء. بالعودة إلى سياسة الإغلاق والحجر الصحي، وما ستولده من أزمات اجتماعية واقتصادية يصعب احتواؤها.

لا شك أن هذه الكارثة التي حلت بالبشرية مجرد أزمة عابرة ستنقشع بعد حين، والأمل يتركز على مجموعة من العوامل وأساسها إجراءات الحكومات لاحتواء الوباء والخبرة التي اكتسبتها في مواجهة الجائحة، إضافة إلى الوعي الذي اكتسبته البشرية في مواجهة الوباء بالتعايش مع الالتزام بالتباعد والإجراءات الاحترازية.

يجب الحذر من الوقوع في مصيدة الخوف والهلع غير المبرر، يجب علينا جميعاً أن نبث روح الطمأنينة فيما بيننا، وأن نتوكل على الله -سبحانه وتعالى- في كل أمورنا، وعدم إعطاء أي فرصة للإشاعات في تغيير سلوكياتنا ونمط حياتنا الجديد القائم على التعايش مع الوباء في انتظار إيجاد اللقاح.

وغني عن القول أن نجاح عدد من بلدان العالم في كبح جماح الجائحة، ووضع الأسس لمواجهة التهديدات المستقبلية يمثل سبباً للبهجة والتفاؤل، وليس سبباً لإثارة الذعر، لذلك فإن وضع الثقة في سياسات الحكومات والتحلي بالصبر والابتعاد عن الأوهام وعدم الاستسلام لموجات الخوف والتوتر، ضروري في هذه المرحلة الحساسة لتجنب انعكاساتها السلبية على نفسية الاشخاص، التي تؤثر بدورها على جهاز المناعة

ولا شك أن حالة الإغلاق الواسعة الانتشار التي جرت في الأيام الأخيرة أثرت سلباً على العمل المشترك في مواجهة الفيروس ما ادى الى تمدده ، فالتعايش مع الوباء لم يعد خيارا وانما شيئ ضروري لعودة الحياة والابتعاد عن الاستسلام واليأس.

Email