الشائعات صديقة «كورونا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا شك أن تنامي الشعور بالقلق والخوف الناجم عن الغموض المرتبط بسرعة انتشار فيروس كورونا والمدى الزمني للقضاء عليه، شكل حاضنة دافئة للشائعة، ما أثر سلباً على جهود مكافحة الفيروس، فالشائعات تؤدي دوراً سلبياً كبيراً حين تنبعث في أوقات الأزمات، وتُدس لتفتك بالمجتمع وتزيده توجساً.

تعد الشائعات من أخطر الأسلحة المدمرة للمجتمعات والأشخاص، والمعلومات المضللة تتكاثر في أوقات الأزمات، وهي أكثر فتكاً ودماراً للإنسان من وباء «كورونا»، حيث نجد للأسف أن البيئة الحاضنة لها، وهي بعض وسائل التواصل الاجتماعي، مستمرة في النمو والتوسع والانتشار، بنشر معلومات تفتقد الموضوعية والمصداقية، بحثاً عن «اللايكات» ورفع نسبة المشاهدة ولو على حساب صحة الفرد.

إن من أخطر وأشد التحديات التي تواجه الحكومات في إدارة الأزمات إنما يتعلق بما يصاحب هذه الجوائح والأزمات من ممارسات خاطئة والعدوى النفسية الناجمة عن كثرة الإشاعات والأفكار السلبية التي تبثها، فالتهديد جدي والصرامة واجبة، وهذا الوضع بهذا الشكل يحتاج منا جميعاً إلى مجهودات حقيقية لمواجهة هذه المخلوقات المضرة لصحة الشعوب والأوطان.

لا أحد ينكر المجهودات التي تبذلها وسائل الإعلام الرسمية، والقطاع الصحي لاحتواء الشائعة، إلا أنها تحتاج لقرارات ردعية، ومن المؤكد أن كل دول العالم وما اتخذته من قرارات وإجراءات شفافة كفيلة بدرء أي شائعة، ويبدو أن الخطوة الضرورية في الظرف الراھن، ھي توفیر المعلومة في إبانھا.

جائحة «كورونا» امتحان لنا لا بد لنا أن ننجح فيه جميعاً، حكومات وشعوباً، الشفافية قادرة على مواجهة الأكاذيب، كما أن وعي المجتمع قادر على مساعدة الحكومات في مواجهة الوباء والانفتاح على المعلومات ذات القيمة.

دول العالم في هذه اللحظة المفصلية في أمسّ الحاجة إلى إدارة جيدة تجعل من الشفافية حجر الزاوية الذي يتأسس عليها بما يساهم في الاستجابة السريعة للأزمات والكوارث والتصدي للأفكار السلبية التي تقتات على مآسي وآلام أناس أبرياء.

Email