«كورونا» وجهود الإمارات الإنسانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لقد اهتم العديد من الفلاسفة ورجال الدين منذ قرون طويلة بدراسة موجّهات السلوك الفردي والإنساني، وكان في طليعتهم أفلاطون، والفارابي، وابن خلدون، ولفيف من العلماء والباحثين الذين لم يتفقوا على تعريف موحد للقيم، وذلك بسبب اختلاف ميولهم وعقائدهم ومنطلقاتهم الفكرية، إلا أن الدارسين المتعمقين في علم النفس الاجتماعي وعلم الاجتماع والمهتمين بدراسات علم الأخلاق استطاعوا بلورة بعض المفاهيم التي يمكن الاتفاق العام عليها.

فالقيم بشكل عام تعتبر هي المكون النفسي والعقلي (المعتقد) لدى الناس حول شؤونهم وأحوالهم في أمور الدنيا من معاملات وتصرفات في الحياة اليومية، حيث تقوم القيم كمعتقد راسخ يؤمن به الفرد، من حيث: «توجيه سلوكه وتنظيم علاقته بالواقع والظرف المتعايش وبالمؤسسات والآخرين ومن حوله، أثناء تعامله وتفاعله اليومي»، ومما لا شك فيه أن المحن والأزمات والكوارث كفيلة بإبراز القيم الإنسانية والأخلاقية النبيلة للدول وقادتها... خاصة في وقت الشدائد والمحن والأزمات الطارئة «كأزمة وباء كورونا».

إن دولة الإمارات العربية المتحدة هي أرض العدالة الاجتماعية والمساواة في التعامل الإنساني بين المواطن والمقيم بشهادات أممية عدة؛ والتي بفضل الله سبحانه وتعالى استطاعت أن تقدم: «نموذجاً أخلاقياً إنسانياً مشرفاً»، بات جلياً وواضحاً وضوح الشمس في عين النهار منذ بداية أزمة «كورونا» حتى يومنا هذا، سواء بمد يد العون والمساعدة للدول الصديقة والشقيقة في جهات عدة من أنحاء العالم، أو من خلال المبادرات الإنسانية النوعية داخل الدولة، كتشييد المدن الإنسانية، وإجلاء رعايا بعض الدول الصديقة والشقيقة من مناطق موبوءة، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للجنسيات المختلفة من المقيمين ممن تعرضوا لوباء «كورونا»، كرعاية أسر المتوفين بفيروس «كورونا» من جميع الجنسيات، وإطلاق مبادرات عدة منها: مبادرة «معاً نحن بخير»، وتأسيس صندوق الإمارات وطن الإنسانية، وصندوق التضامن المجتمعي ضد «كوفيد 19».

ولقد قدم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التحية إلى المؤسسات والشركات والمتطوعين والأفراد ولجميع من ساهم في تخفيف آثار جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19».

وقال سموه عبر حسابه في تويتر: «كل التحية لمن ساهم معنا «إنسانياً» لتخفيف آثار الجائحة على الأسر المتضررة وفِي مساكن العمال، بنك دبي الإسلامي، وشركة إعمار، وجمعية بيت الخير، ودار البر، ومؤسسة محمد بن راشد الإنسانية، و12 ألف متطوع، وغيرهم الكثير». مؤكداً سموه أن المكسب الحقيقي في هذه الأزمة هو: «قيمنا الإنسانية النبيلة».

ولقد صنفت دولة الإمارات من بين أفضل 10 دول في قائمة أفضل تعامل لقيادة الدول خلال أزمة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» العالمية، حيث جاءت في المركز العاشر، وفقاً لمؤشر جديد. وتم تصميم المؤشر، التي أطلق عليه «مؤشر الاستجابة العالمية للأمراض المعدية»، لتصنيف مدى كفاءة وفعالية قيادة الدول ومدى استعداد أنظمتها الصحية للتصدي للوباء.

وأثبتت الإمارات وفقاً لمعايير المؤشر قدرتها على تحدي الأزمات والتصدي لها على أعلى مستوى، مطبقة أحدث المعايير العلمية والعملية، وأثبتت بفضل توجيهات قيادتها، في تعاملها مع أزمة وباء فيروس «كورونا»، كفاءة عالية.

وتفوقت الإمارات في قدرتها على التصدي لوباء «كوفيد 19» بكفاءة على دول الشرق الأوسط وأفريقيا في المؤشر كافة، متقاسمة المرتبة 9 عالمياً مع كل من هونغ كونغ وسريلانكا واليابان وتايوان، متقدمة على دول عريقة مثل: ألمانيا والدانمارك والهند وروسيا والولايات المتحدة، ولاحظ الدكتور كريس دسوزا، المطور الرئيسي للمؤشر تتبع «استجابة القيادة العالمي» في أزمة «كوفيد 19»، أنه «في أوقات الأزمات، يتجمع القادة الجيدون من أجل رعاية مواطنيهم وحمايتهم».

وقال «إن القادة العظام ذوي الرؤية يتجاوزون حدودهم الوطنية، ويوحدون العالم في تعزيز الشراكات العالمية للعمل من أجل الصالح العام».

وتم وضع المؤشر لتقييم الاستجابة العالمية والقيادة في جائحة «كوفيد 19»، حيث تم تطوير خوارزمية تتضمن عدد الاختبارات لكل مليون من السكان وعدد الوفيات لكل حالة، وعدد الوفيات لكل مليون من السكان، وعدد الحالات لكل مليون نسمة ومؤشر الشفافية وفقاً للبيانات التي تعلنها الدول.

وختاماً إن وجب منا الشكر والثناء، فلا يسعنا إلا نقدم مليون تحية تقديراً وعرفاناً للجيوش البيضاء العاملة خلف الكواليس لتخفيف المعاناة ومؤازرة المحتاجين لمد يد العون والمساعدة في هذه المحنة العصيبة الطارئة على بلادنا وبلاد العالم أجمع.

 

 

Email