مقال

6 مايو محطة بارزة في تاريخ الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

في تاريخ كل دولة هناك محطات بارزة ولحظات مفصلية مهمة ساهمت في ترسيخ كيانها وتعميق وحدتها وإضافة النضج والألق إلى تجربتها.

وأهمية تلك المحطات تكمن في أنها نقطة تلاقٍ وتجمع لجميع الآراء والأفكار الذين يجمعون على أهميتها في البناء الوطني.

وفي تاريخ الإمارات هناك العديد من المراحل المفصلية، ولعل السادس من مايو من أهمها وأبرزها. فهذا التاريخ هو في واقع الأمر أهم لحظة مفصلية ساهمت في ترسيخ أركان الاتحاد وتوطيد وحدته وتثبيت دعائمه. فالسادس من مايو هو ذكرى توحيد القوات المسلحة والتي تعد درع الاتحاد وحارس وحدته وحامي إنجازاته.

ففي هذا اليوم جاء القرار التاريخي لرئيس المجلس الأعلى للدفاع في شأن توحيد القوات المسلحة. فقد اتفقت جميع الإمارات على توحيد قوتها البرية والبحرية والجوية في جيش واحد وتحت علم واحد وشعار واحد تحت مسمى «القيادة العامة للقوات المسلحة». وهكذا أصبح 6 مايو مناسبة رسمية تحتفل بها الدولة في كل عام كذكرى عزيزة ترسخت فيها دعائم الاتحاد وبرهنت على ديمومته.

ومنذ بداية تأسيسها أصبحت القوات المسلحة الدرع الحامي ليس فقط لدولة الإمارات بل للعرب جميعاً. فقد كان للقوات المسلحة مشاركات خارجية أهمها المشاركة في قوات الردع العربي في لبنان أثناء الحرب الأهلية في فترة السبعينات وحرب تحرير الكويت في العام 1991 ومشاركات خارجية في كوسوفا وباكستان والصومال والمشاركة ضمن قوات التحالف العربي لإعادة الشرعية إلى اليمن.

كل ذلك بالإضافة إلى مهامها الأصلية في حماية أمن واستقرار الإمارات. وفي هذا العام بالتحديد تحيي دولة الإمارات الذكرى 44 لتوحيد القوات المسلحة والتي بفضل تضحياتها أصبحت الإمارات اليوم واحة أمن واستقرار وتعايش عالمي، وأصبح جيش الاتحاد واحداً من أقوى الجيوش العربية التي تمتلك أحدث المعدات العسكرية حيث تعد قواتنا المسلحة الأفضل تسليحاً في المنطقة.

فهي مؤهلة بفضل الدعم الكبير الذي تقدمه لها الدولة في صد أي خطر يهدد أمنننا القومي. وللحد من الاعتماد على المعدات المستوردة من الخارج فقد أنشأت شركة وطنية هي «استراتا» والتي تعد اليوم فخر الصناعة الإماراتية. كما تقوم الإمارات باحتضان معارض الدفاع الدولية بصورة دائمة، والتي يتم فيها عرض أحدث الأسلحة والمعدات الحربية.

لقد جاء توحيد القوات المسلحة كترجمة حقيقية للمبادئ الراسخة التي حرص عليها الآباء المؤسسون، وذلك إيماناً بدور الدولة في ترسيخ الوحدة الوطنية والعمل على تعزيز ركائزها.

ولم يقتصر دور القوات المسلحة على حماية الحدود والأمن القومي بل تعداها إلى محاربة الإرهاب عالمياً. فدولة الإمارات شريك أساسي في الحرب ضد الإرهاب، حيث يلعب الجيش الإماراتي دوراً مهماً في حماية أمن المنطقة ككل من أي هجمات إرهابية. فلقواتنا المسلحة دور مهم في مكافحة الإرهاب في العالم.

كما أن قواتنا المسلحة تقوم دوماً بصقل مهاراتها عن طريق التعاون مع القوات الحليفة والصديقة، حيث تقوم بعمل المناورات والتدريبات والاستعراضات العسكرية والتي ينتج عنها تبادل الخبرات التي تقوي من تجربة القوات المسلحة وتطلعهم على آخر المستجدات في هذا المجال.

لقد جسدت خطوة توحيد القوات المسلحة ما تحلى به الآباء المؤسسون من بعد نظر ورؤية استراتيجية ثاقبة ووعي تام لما للجيش الموحد من أهمية في بناء الدولة وترسيخ أركانها في بيئة إقليمية مضطربة. ومما لا شك فيه أن توحيد القوات المسلحة جاء كخطوة أولية لبناء دولة مستقرة الأركان وآمنة البنيان. كما جاء إيماناً بدور الدولة في السياسة الإقليمية والدولية كون الإمارات عوناً للشقيق والصديق وتلبية للواجب الإنساني.

إن 6 مايو هو مناسبة وطنية نتذكر فيها تضحيات قواتنا الباسلة ونتذكر شهداءنا الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن ومبادئه ولحماية أمننا القومي من أي تهديد. لقد ضرب أفراد قواتنا الباسلة بتضحياتهم أروع الأمثلة على حب الوطن حين ضحوا بأرواحهم في ميادين العز والشهامة دفاعاً عن مبادئ الإمارات وقيمها الأصيلة وفي مساعدة الشقيق والضعيف والمحتاج.

شعب الإمارات يقف وراء قواتنا المسلحة ويرسل لهم رسالة فخر واعتزاز بما قدموه فداء للوطن ولقيادته ولشعب الإمارات. فهم خط الدفاع الأول ونحن بفضل تضحياتهم أكثر أمناً واستقراراً.

* جامعة الإمارات

 

Email