خيار التحديث والتحدّي

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل أعوام، طرح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في كتابه «رؤيتي»، رؤية سموه للمقومات الأساسية لصناعة التقدم والريادة، ومتطلبات القيادة الواعية والإدارة الفعالة، والتحديات في سباق التميز، ليُصدر بعد ذلك سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، استراتيجية التحول إلى الإدارة الذكية، المرتكزة على مشروع إدارة بلا أوراق.

كثيرون سألوا عن المراد بذلك، ولما قيل لهم، إن في ذلك تسهيلاً على المراجعين بالاكتفاء بإرسال معاملاتهم عبر الإنترنت، وبعد إنجازها يأتيهم الرد بالطريقة نفسها، توفيراً لأوقاتهم، وتخلصاً من طوابير المراجعين، وإعطاء الفرصة للمسؤولين كي يتفرغوا للتطوير والتحديث، رد البعض مستغرباً، إننا نذهب بأنفسنا وأوراقنا معنا، ولا نتمكن من إنجاز معاملاتنا، حتى لو قمنا بتقبيل رؤوس المسؤولين، فكيف لأوراقنا أن تذهب وتخلص نفسها بنفسها؟!

كان لديهم شيء من الحقيقة، لأن بعض الإدارات كانت تعمل بشيء من التعقيد آنذاك، لكن رهان سمو الشيخ حمدان بن محمد، على النجاح في هذا السياق، كان في محله، وقبل أن أستطرد، أعود لأقول، إنه ليس ذلك بغريب على سموه، وهو من تربى في مدرسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، الذي طالما آمن بالقدرة على تحقيق النجاح والتفرد في سياق رهانات عدة، مثل الجودة والتميز والتنافسية والحكومة الذكية، وغيرها مما استهدف به المركز الأول، عندما قال سموه: (أنا وشعبي نحب المركز الأول).

وبطبيعة الحال، فإن سمو الشيخ حمدان بن محمد، لم يتأخر عن العمل بجد ودأب، لتحقيق تلك الخطة، وبلوغ الأهداف المرسومة في هذا الصدد، مستعيناً بفريق عمل من المتميزين.

وقد أثمرت وكشفت النتائج، بعد سنوات، عن تمكن سموه مع فريق عمله المتميز، من دحض ما قاله وذهب إليه واعتقده بعض المحبطين، الذين قالوا فور طرح تلك الرؤيا في العمل بلا أوراق، إنها مجرد حلم بإمكانية ذلك، وإن العاملين بالمجال ينقلون ذلك من المنظرين.. ومن بعض التجارب في بيئات غير بيئتنا، وما يصلح لمجتمع ما، قد لا يصلح لمجتمع آخر.

وعندما طرحت فكرة التعليم عن بعد، التي تسعى إلى تعليم الطلبة، الذين لا يصلهم التعليم في المناطق النائية، وذلك عبر مدّهم بحواسيب وأجهزة لوحية، البعض لم تقنعه الفكرة. وجاء فيروس «كورونا»، ليجيب عن تلك التساؤلات، التي لم تكن في محلها، حيث ثبتت جدوى كل الأفكار تلك.

فها هي الإمارات تقدم خدماتها الذكية، إذ تقدم 34 جهة اتحادية، 180 خدمة حكومية، عبر روابط رقمية، لتحقق دبي المرتبة الثانية عالمياً والأولى إقليمياً، وتكون من أفضل دول العالم للعمل عن بُعد.

وفي مجال التعليم، أصبحت الدولة الرائدة في التعليم عن بُعد، وبحكم وجود أم أولادي مديرة لإحدى مدارس التعليم في الحلقة الأولى، أدركت عن قرب، مدى تجاوب الطلاب والطالبات، وتعاملهم حاسوبياً في التنقل بين المنصات، وأفادتني بمعلومة، وهي أن عطاء المعلمات تطور كثيراً، وأصبحت العملية التعليمية متابعة من إدارة المدرسة، والنطاق التعليمي التابعة له المدرسة، وأعطى هذا النظام الفرصة لأولياء الأمور، لمعرفة مستوى أبنائهم عن قرب، لذا، يحق لنا في دولة الإمارات، أن نفخر بقادتنا الحريصين على جودة الحياة، وعلى المثبطين أن يرتاحوا قليلاً، ويتركوا الركب يسير.

Email