قارة أفريقيا تجتاز مرحلة نزاعات خطيرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد عام زاخر بالعطاء، سلّم الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الاتحاد الأفريقي إلى دولة جنوب أفريقيا، حيث تترأس الاتحاد للعام المقبل، وذلك في دورة القمة الأفريقية الثالثة والثلاثين التي عقدت تحت شعار إسكات البنادق بحضور رؤساء 31 دولة و4 رؤساء حكومات، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيسي وزراء كندا والنرويج.

وفي كلمته أمام القمة استعرض الرئيس السيسي الإنجازات التي تحققت خلال رئاسة مصر الاتحاد والتي بدأت في فبراير عام 2019، وأهمية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية التي دخلت حيّز التنفيذ في 30 مايو الماضي.

وانعقدت القمة تحت شعار إسكات البنادق الذي أطلقه الرئيس السيسي خلال القمة الأفريقية في أديس أبابا عام 2019 بهدف القضاء على كل النزاعات والصراعات، في القارة مع حلول عام 2020 من خلال أطر تنفيذية تعالج جذور الصراعات، وتسهم في عمليات إعادة الإعمار في فترة ما بعد الصراع، وناقش المشاركون في القمة قضايا اللاجئين والنازحين قسرياً بأفريقيا وقضايا السلم والأمن الأفريقي ومنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية التي تعد الأكبر على المستوى العالمي، حيث يبلغ عدد مستهلكيها 12 مليار نسمة، وناتجها المحلي الإجمالي 34 تريليون دولار، وتسهم في زيادة حجم التجارة البينية الأفريقية من 17 في المائة إلي 60 في المائة بحلول عام 2020، وخلق سوق قارية موحّدة للسلع والخدمات، وتسهيل حركة المستثمرين ورجال الأعمال.

وسوف تتزامن رئاسة جنوب أفريقيا للاتحاد الأفريقي مع شغلها مقعداً مؤقتاً في مجلس الأمن، بما يعطيها إمكانية إرسال صوت القارة إلى الساحة العالمية، خاصة أن القارة تجتاز مرحلة نزاعات خطيرة، وانتشار آفة الإرهاب في نيجيريا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر والصومال، ولم يعد الأمر قاصراً على منظمة «بوكو حرام».

ويسود اعتقاد بأن عملية إسكات البنادق تتطلب بدورها صناديق تمويل ونهجاً أفريقياً موحداً، لكن الموقف الأفريقي لا يزال يعاني غياب التوافق، لأن لكل دولة أجندتها الخاصة ولا تزال أفريقيا تحتاج إلى المزيد من الوقت للوصول إلى نهج موحّد في المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية.

لكن الأمور تغيرت منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي المسؤولية، وعظمت مصر جهودها تجاه القارة الأفريقية في جميع المجالات، وفي مجال حماية أمن القارة وسلامها، وانطلقت اتفاقيات مصرية في ربوع القارة، تسهم بجهود كبيرة في البناء والعمران والتنمية في جميع المجالات، أبرزها جسر جاك فيل في كوت ديفوار، وطريق زوينتلي في الكاميرون وطريق بانامبا في الكونغو، ومشروع جوليوس في تنزانيا، ومستشفى مولاجو في أوغندا.

وخلال رئاستها الاتحاد الأفريقي قادت مصر مبادرات كبرى منها إطلاق المرحلة التشغيلية لاتفاقية التجارة الحرة الأفريقية، بالإضافة إلى تفعيل مبادرة إسكات البنادق.

وفي المجالات الطبية والعلاجية بدأت مصر تنفيذ مبادرة الرئيس السيسي لعلاج مليون أفريقي من فيروس التهاب الكبد «سي»، وتوفير جرعات العلاج اللازمة، وانطلقت مصر إلى أرجاء العالم ممثلة للقارة الأفريقية، لم تطرق محفلاً دولياً، إلا وكانت حاملة فيه آمال الشعوب الأفريقية، تدعو إلى الاستثمار في أفريقيا.

كما شارك الرئيس السيسي في عدد من المؤتمرات العالمية المهمة، وفي مقدمتها مؤتمر ميونيخ للأمن في فبراير 2019 والقمة الصينية الأفريقية، يونيو 2019، وقمة العشرين في أوساكا في اليابان وأول قمة روسية أفريقية في أكتوبر 2019 وقمة الاستثمار الأفريقية البريطانية في يناير 2020.

وقالت مفوض الاتحاد الأفريقي في قضايا البنية التحتية والمعلوماتية والطاقة، إن القارة الأفريقية لا تزال تشهد بعض الظواهر الخطيرة، حيث يستحوذ على ثلثي الأسلحة في القارة قوات غير نظامية وبعض هذه الأسلحة توجد في أيدي مقاتلين أطفال، وثمة مبادرة مهمة لقصر الأسلحة على القوات النظامية في أفريقيا.

وقد حققت مصر خلال رئاستها الاتحاد الأفريقي العديد من النتائج المدهشة على المستويين الإقليمي والدولي، وبدأت القاهرة في استعادة الدور المصري الرائد في أفريقيا، كما بدأت الخارجية المصرية بالتعاون مع وزارة التعليم العالي في استضافة مصر لمقر وكالة الفضاء الأفريقية، وباتت القاهرة أهم منصة عالمية لمناقشة قضايا التقدم الأفريقية.

 

 

Email