دور جوهري لتكنولوجيا الجيل الخامس في مصانع المستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

تستهدف تكنولوجيا الجيل الخامس تعزيز خدمات التواصل بين الأشخاص وتمكين خدمات إنترنت الأشياء، وهي تقنية تفوق 20 مرة سرعة شبكة الجيل الرابع؛ حيث تنقل البيانات بشكل فوري بمعدل سكون لا يتجاوز 1 ملي ثانية، وموثوقية تصل إلى 99.99%، ما يضمن استلام البيانات الرقمية بفعالية تضاهي نقلها عبر التوصيلات السلكية.

وتشير توقعات شركة أوفم للتحليل والاستشارات إلى أن 10 دول في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ستشهد إطلاق تكنولوجيا الجيل الخامس وتسجيل 26.8 مليون مشترك بنهاية 2023. وتتعاون الإمارات مع شركاء إستراتيجيين من أجل نشر هذه التقنية الثورية الجديدة. وتقدم هذه المؤشرات فرصاً غير مسبوقة للقطاع الصناعي والاقتصاد غير النفطي.

ستوفر الزيادة في قدرات وموثوقية تكنولوجيا إرسال واستلام البيانات في الوقت الحقيقي نظام نقل بيانات آمن وموثوق وعالي السرعة يضمن تقديم الخدمات خلال أوقات استجابة سريعة. وتتيح مثل هذه البنية التحتية اللاسلكية القوية إمكانية تسهيل عمليات الاتصال الموثوقة بين المشغلين والآلات، لا سيّما تلك المستخدمة ضمن الصناعات، كما أنها ستصل الروبوتات المحمولة ومركبات النقل ذاتية القيادة وأنظمة المساعدة الحديثة مثل النظارات الذكية التي تعتمد على البيانات لتوفير خدمات الدعم والمساعدة المثلى.

ولا تقتصر ميزات تكنولوجيا الجيل الخامس على توفير وسيلة اتصال فعالة بين الأجهزة المحمولة وأجهزة الاستشعار اللاسلكية فحسب، وإنما في كونها تشكل قاعدةً أساسيةً لإطلاق مفاهيم جديدة كلياً للأنظمة المتطورة أيضاً. فمثلاً، تتيح تكنولوجيا الجيل الخامس إمكانية التحكّم بروبوت متنقل في الوقت الحقيقي باستخدام بيانات مخزّنة في سحابة تصنيع محلية. ويتيح هذا الحل تقليل التكاليف وتعزيز المرونة وتسهيل إجراءات الصيانة والتشغيل.

وتقدم شبكة الجيل الخامس آليات استجابة أكثر سرعة وأماناً في موقع العمل؛ ففي حال اعترضت وحدة التشغيل مشكلةً ما وتوجّب إغلاقها بشكل فوري، يمكن تفعيل مفتاح الإيقاف المخصص للطوارئ وغيره باستخدام هاتف محمول، بدلاً من التوجه إلى المكان والضغط على مفتاح إيقاف التشغيل الكلي. وبالطبع، تضمن هذه الميزات للمشغلين سهولة أكثر في إدارة الأعمال وتوفير التكاليف.

ومن شأن شبكات الجيل الخامس المحلية أن تلغي الاعتماد بشكل شبه كلي على خدمات مزودي الطرف الثالث؛ إذ يمكن للمصنعين من خلال إطلاق وتشغيل شبكات الاتصالات الخاصة بهم ضبط الإعدادات المناسبة لتلبية أكثر الاحتياجات المطلوبة فيما يتعلق بتطبيقات الاتصالات الصناعية، ويوفر لهم هذا الحل ميزة التحكم الكامل بكافة الاعتبارات الأمنية ذات الصلة.

وفي حال تعطل الشبكة العامة بسبب الضغط الكبير، تضمن شبكات الجيل الخامس المحلية استمرار عمليات المصنع دون فقدان التحكم بالنظام.

ويمكن للشبكات المحلية هذه مساعدة مالكي المصانع على اختيار التصاميم المعمارية والحلول الأمنية الأنسب لاحتياجاتهم بما يتماشى مع التجهيزات الرئيسية والإطار الذي يحدد الأشخاص المصرح لهم بالوصول إلى مكونات وبيانات محددة. كما أنها تقلل مخاطر العمل وتحافظ على إدارة البيانات.

وتتيح الواجهات المخصصة للاتصال بالإنترنت وباقي الشبكات العامة والتي تخضع لمراقبة دورية للمصانع زيادة الإنتاجية ضمن بيئة متصلة وآمنة على مستوى التجهيزات المادية والإلكترونية، كما توفر بيانات تشغيلية غنية تسهم في تطوير العمليات.

ومع انخراط هذه الممارسات حالياً في مفهوم «الصناعة 4.0» إلى جانب معيار الجيل الخامس الجديد للاتصالات اللاسلكية، سيتم إنجاز الأعمال وفق سرعات تتجاوز 10 جيجابايت بالثانية؛ أي أسرع بـ 10 مرات من السرعة القصوى المتوافرة حالياً.

ويتوقع الخبراء أن يصل عدد الأجهزة المتصلة حول العالم إلى 70 ملياراً بحلول عام 2025، وسيعمل عدد كبير منهم ضمن مجال التصنيع؛ أي أن تكنولوجيا الجيل الخامس ستشكل عاملاً تنافسياً قوياً. وسيتيح معيار الاتصالات الثوري الجديد للتطبيقات التي تتطلب اتصالات على قدر عالٍ من السرعة والموثوقية والفعالية ميزات الاندماج مع مرافق التصنيع بشكل آمن وفعال.

* مدير تطوير الأعمال لدى شركة بوش ريكسروث

 

Email