لا حيلة للتطرف والإرهاب في مصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان لمنتدى الشباب الذي انعقد في شرم الشيخ أصداء واسعة على المستويين العربي والدولي، خاصة وقد خطط الإرهابيون لتعطيل انعقاد هذا التجمع المبهر بجريمة المنيا الخسيسة وكأنهم كانوا يعرفون مسبقاً «الرسائل» المتوقعة منه ويخشونها بشدة فخططوا لعرقلتها، وصح ما كانوا يخشونه.

حيث وجه المنتدى بالفعل، رسائل عدة، كانت كلها بالغة الدلالة، بحيث أبرزت وسائل الإعلام تناول الرئيس السيسي لقضايا حيوية، بل ومصيرية، مثل تجديد الخطاب الديني، وحرية العقيدة، مشدداً على المساواة في المواطنة، وعلى الاهتمام بالإعلام وضرورة عدم ترك الساحة خالية لوسائل التواصل الاجتماعي التي تضم أشخاصاً وأجهزة تقوم بدور سلبي.

وفي رأيي أن هذه قضية تستوجب يقظة قوية للوعي، لا سيما وقد عانت بعض الدول العربية من الدور التخريبي لهذه الوسائل. وقد استوقفتني المحاولات الخبيثة التي أراد أعداء مصر استخدامها لتشويه كلمات الرئيس عن مسؤولية الشعوب تجاه أوطانها، عندما شدد على فداحة تخريب الأوطان ثم انتظار إعمارها من جانب دول أخرى.

قال الرئيس السيسي إن الدول الأخرى لن تتحمس لإنفاق مئات المليارات لإعمار ما تهدم، حيث ستولي الاهتمام أساساً بأبنائها. التقطت قنوات جماعة الإخوان الإرهابية تحذيرات الرئيس للشعوب بألا تنخدع وراء دعاة هدم الأوطان تحت أي دعاوى كانت، ونسبوا إلى السيسي أنه يقصد سوريا وعدم مساعدتها في إعادة إعمار ما دمرته الحرب خلال ما يقرب من سبع سنوات.

وإضافة إلى محاولات الوقيعة بين القاهرة ودمشق، أرادت هذه القنوات إيصال رسالة تشجيع على التخريب والهدم، معتبرة دعوة السيسي إلى الشباب العربي بحماية أوطانه من الدمار، تعني أنه يريد النأي بمصر بعيداً وعدم مساعدة الأشقاء الذين عانوا من ويلات الحروب الأهلية العبثية.

أصبح الصواب بالنسبة لهؤلاء، هو تفتيت الوطن وتقويض مؤسساته وعلى رأسها الجيش والشرطة، والاقتتال بين أبناء الوطن الواحد، مع أن رسالة الرئيس بهذا الصدد تحذر الشباب من الوقوع في فخ أعداء الوطن، وتحقيق ما أسموه بالشرق الأوسط الكبير، الذي يعني تفتيت الوطن العربي إلى دويلات عرقية وطائفية.

السيسي يطالب الشباب بالحرص على بلادهم والقنوات المأجورة تحرف المغزى والقصد من كلمات قائد يحاول إيقاظ وعي الشباب وينبههم إلى خطورة دور وسائل التواصل الاجتماعي عندما تستغلها عناصر هدم الأوطان وفق مخططات هدفها الأوحد تدمير كل ما تصل إليه معاول الهدم.

ولا شك أن الوحدة الوطنية المصرية تشكل عائقاً فولاذياً في وجه الأعداء وهو ما جسدته ثورة الثلاثين من يونيو، غير أن الأعداء، يكونون أحياناً من الغباء بحيث لا يتعظون من تجاربهم الفاشلة، وجريمة المنيا خير دليل على ذلك، وأتصور أن حادث الشاب القبطي مينا سمير الذي طارد لصاً سرق هاتفاً محمولاً من شاب مسلم.

فطعنه اللص طعنات بسكين، أودت بحياته، فرفع إمام مسجد منصور حمادة بأسوان صورة الشهيد القبطي مينا في المسجد وأشاد بشهامة الشهيد وأخلاقه، وفي الشرقية دخل القس اندراوس صادق راعي كنيسة ماري جرجس مسجداً لوداع شهيد الوطن جودة علي محمد علي حسين الذي استشهد في العريش أثناء تأدية واجبه الوطني..

ليت الإرهابيين يفهمون طبائع وتكوين الشعب المصري، وليتهم يفهمون مغزى ومعاني رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسي.

* كاتبة ومحللة سياسية

 

Email