صقور إعادة الأمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل أن تشرق شمس يوم 26 مارس 2015، كان هؤلاء الأبطال جاهزين، مستعدين، حاملي السلاح لأداء هذه المهمة الوطنية.

الجنود الإماراتيون ذهبوا إلى اليمن مسلحين بوصايا زايد الخير، التي تنادي بعدم التخلي عن تقديم كافة أنواع الدعم لأي شقيق عربي في محنته، أو في حاجة إلى مساعدة.

لم تتردد دولة الإمارات العربية المتحدة، ولم تبخل بتقديم أرواح أبنائها فداء للشعب اليمني الشقيق، الجميع تسابق على المشاركة، وهنا، تبلورت قيمة المواطنة والتلاحم المجتمعي الإماراتي، ضمن كل الفئات والشرائح. بادر الجندي الإماراتي للالتحاق بهذه المهمة الوطنية، رافعاً رأسه، مفتخراً بهويته الإماراتية. قدمت دولة الإمارات شهداء، لم تتوقف، واصلت، ودعمت، وساندت، وبذلت الغالي والنفيس من المساعدات، دون كلل أو ملل، لم تنتظر مديحاً من أحد، فقط كان لديها هدف ورسالة، يتمثلان في حماية اليمن والمنطقة من شرور المشروع الحوثي الإيراني، الذي يعبث بمقدرات واستقرار الدولة الوطنية.

نتائج مشاركة القوات الإماراتية، جاءت بثمار كبيرة، تمثلت في تحرير العاصمة الثانية عدن، إذ إن القوات الإماراتية كانت أول القوات التي وصلت هناك، الأمر الذي أسهم في تحرير محافظات الجنوب والساحل الغربي، وأكثر من 90 ٪ من الأراضي اليمنية. الجهود عظيمة، والتاريخ يشهد، ويكتب ويسجل أمام العالم، هذا الدور الوطني، والإنجاز الذي يظل محفوراً في ذاكرة اليمن، وذاكرة الشعوب العربية.

المصير واحد، والهموم مشتركة، وهذا ما اعتادت عليه الإمارات، وفقاً لفلسفة حكيم العرب، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

المشاركة الإماراتية في تحرير اليمن، نابعة من التزام أخلاقي وإنساني، كان محل إشادة وتقدير دولي وأممي على الدوام، لا سيما أن دولة الإمارات تصدرت المركز الأول عالمياً، كأكبر دولة مانحة لمساعدات الشعب اليمني في عام 2019، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، فالأرقام تقول إن الإمارات قدمت أكثر من 6 مليارات دولار للشعب اليمني منذ عام 2015، وحتى الآن.

لا أحد ينكر أن هذه الأرقام والمساهمات، غيّرت وجه الحياة في الكثير من المحافظات اليمنية، إذ لم تقتصر مشاركات القوات الإماراتية فقط على الجهد العسكري، بل إنها مشاركات في البنية التحتية، التي تمثلت في شق الطرق، وبناء محطات الكهرباء والمياه، وغيرهما من المشروعات الحياتية والإنسانية، التي كان الشعب اليمني في أمسّ الحاجة إليها.

أيضاً لعبت القوات الإماراتية دوراً كبيراً في تدريب وتأهيل الجيش اليمني على أحدث فنون القتال، ونقل الخبرات الإماراتية إليهم، لمواجهة أي تحديات تتعلق بمستقبل اليمن، وهنا، نؤكد أن القوات الإماراتية نجحت خلال فترة وجودها في اليمن، في تدريب حوالي 90 ألف يمني، يقومون الآن بحماية المؤسسات اليمنية.

المؤكد أنه منذ اليوم الأول لمشاركة القوات الإماراتية، وكانت المشاركة تحت بصر ورعاية قادة الإمارات، الذين حرصوا على تقديم كافة أنواع الدعم والمشاركة في تحرير اليمن، وعودة الاستقرار إليه.

الآن، ومع ترحيب الإمارات قيادة وشعباً بالجنود الإماراتيين في وطنهم، تتواصل رعاية القادة لأبنائهم من الضباط والجنود البواسل، هؤلاء «صقور الإمارات» الذين ضحوا بأرواحهم دون أية حسابات، ولذلك، كان الاستقبال حاشداً وحافلاً، استقبال بطولي على مستوى القادة، فها هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يوجه التحية للجنود الإماراتيين الذين شاركوا ضمن قوات التحالف، قائلاً: «تحية لأبناء الوطن العائدين من أرض اليمن، شاركوا إخوانهم في قوات التحالف لإعادة الأمل، وترسيخ أمن المنطقة».

في نفس أجواء هذه المهمة المشرفة، حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على التعبير عن سعادته بعودة الجنود قائلاً: «تحية إعزاز وفخر، نوجهها لجنودنا، وأبناء وطننا، ونحن نحتفي بمشاركتهم في المهمة الوطنية والإنسانية، ضمن التحالف العربي في اليمن».

جاءت مواقف القادة الإماراتيين، لتؤكد بسالة وبطولة جنودهم، في رسالة جاء الفخر عنوانها، والعزة وطنها.

إذن، على التاريخ أن يكتب بحروف من نور، مسيرة هؤلاء الصقور، بدءاً من عاصفة الحزم، وحتى «إعادة الأمل».

Email