المخاطر التي تواجه العالم في 2020

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتحدث الكثير ولاسيما مراكز البحث والفكر في الولايات المتحدة عن مخاطر متوقعة في هذه السنة 2020. وقد رأينا أحداثاً جسيمة في بداية العام من صنع الإنسان أو نتائج لأفعال البشر في الطبيعة، والتي ردت بغضب كما في الأمطار والسيول والفيضانات وحرائق الغابات حول العالم.

وقد كتب كل من روبرت مانيغ وماثيو بروز في مجلة مركز بحوث الأتلانتيك الشهير إن العالم سيواجه مخاطر رئيسة عدة. ويقول الكاتبان إن 2019 لم يأت بمفاجأة كبيرة. ولكن 2020 قد ينتج حالة الثلاثينات من القرن العشرين في هذا العام، وهي الحالة التي سبقت الحرب العالمية الثانية. وهنا يشير إلى النزعة الشعبوية التي سادت في هذه الحقبة وأدت إلى بروز الحركات الفاشية والنازية في أوروبا.

وأول المخاطر التي ستواجه العالم في هذا العام هي نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية والتي إذا ما أفرزت إعادة انتخاب ترامب فإنها قد تدفع بمزيد من العزلة الأمريكية عن العالم وتعزز من النزعة الشعبوية في العالم. كما أن خسارة الرئيس ترامب قد تؤدي ردة فعل شعبية وحالة فوران سياسي داخلي.

وهناك مخاطر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وما قد يتمخض عنه من اهتزازات في منطقة اليورو. فإذا ما خرجت بريطانيا دون اتفاق مع بروكسل فإنها ستكون في عزلة من أسواقها الطبيعية في أوروبا.

وإذا ما حاولت الدخول في اتفاقية تجارية مع الولايات المتحدة كبديل لأوروبا فإنها ستواجه تدفق سلع زراعية رخيصة من الولايات المتحدة والتي ستقوض من القاعدة الانتخابية لرئيس الوزراء بوريس جونسون. وقد يؤدي خروج بريطانيا المؤكد من الاتحاد الأوروبي إلى استقلال سكوتلندا عن الاتحاد البريطاني بسبب المصالح التجارية لسكوتلندا مع دول الاتحاد الأوروبي.

أما الانهيار الكبير فيرجعه التقرير إلى انهدام آلية فض المنازعات لمنظمة التجارة الدولية، والتي هي عماد الرخاء والاستقرار الاقتصادي للعالم منذ أمد. وقد يفضي هذا إلى بروز مناطق اقتصادية كبرى تتحكم بالاقتصاد العالمي دون مرجعيات وأطر للتحكيم التجاري. واحتمال حصول ذلك يصل إلى ستين في المائة.

المخاطرة الأخرى هي بروز عالم منقسم ثنائياً إلى الولايات المتحدة والصين. ورغم ارتخاء في الحرب التجارية بين القطبين العالميين إلا أن المستقبل يشي بانقسام كبير بينهما بسبب النزعة الاقتصادية القومية التي تسيطر على الطرفين. وسيؤدي هذا إلى أضرار بالغة بالاقتصاد العالمي والذي تشكل الصين شريكاً تجارياً مهماً فيه.

انحلال المنظومة الأمنية الخاصة بانتشار الأسلحة النووية هي أحد المخاطر المتوقعة في 2020. ويرى الكاتبان أن السبب يعود إلى نزعة ترامب للتخلي عن الاتفاقيات الدولية. ويشكل هذا التوجه تهديداً لاستقرار المواجهة النووية، والتي قد تؤدي إلى رعب نووي غير منضبط.

تراجع الولايات المتحدة عن قيادة العالم وانتهاء التحالفات التقليدية هي من أهم المخاطر التي ستواجه العالم في 2020. وقد يؤدي رؤية ترامب للتحالف على أساس المقايضة أن يسحب القوات الأمريكية من مناطق عدة.

وسيكون لذلك الأثر على كثير من التحالفات الأمريكية مع كوريا واليابان. كما أن الصين ستستغل هذه الانقسامات بين الولايات المتحدة وحلفائها لتحقيق مكاسب أمنية واقتصادية.

هناك خطورة من انتشار للأسلحة النووية بسبب ضعف الضمانات الأمنية من قبل واشنطن. وإذا ما تحولت كوريا الشمالية إلى دولة نووية بحكم الواقع كما إسرائيل والهند وباكستان، فإن كثيراً من حلفاء الولايات المتحدة سيسعون إلى القيام بالشيء نفسه.

الشرق الأوسط يحمل مخاطر كبيرة في 2020 بسبب انحسار الدور الأمريكي. وقد شرع كثير من حلفاء الولايات المتحدة إلى البحث عن سبل لتحقيق الأمن وإعادة التوازن بعيداً عن الولايات المتحدة.

ويرى حلفاء الولايات المتحدة أنها عجزت عن إيجاد حلول لمشكلات المنطقة من مواجهة إيران والحرب في سوريا واليمن. وقد بدأت روسيا تطل برأسها في المنطقة كشريك قادر على إيجاد حلول للمنطقة.

ويحذر التقرير من أزمة مالية أكبر من تلك التي حصلت في 2008. فالمؤشرات الاقتصادية والاجتماعية في أكبر ثلاثة مراكز اقتصادية لا تبشر بالتفاؤل. فالصين تعاني من مديونية كبيرة وشيخوخة في السكان.

كما أن الولايات المتحدة تعاني من مديونية على مستوى الحكومة الفيدرالية وعلى مستوى الشركات التجارية. والاتحاد الأوروبي يعاني من تباطؤ في النمو الاقتصادي. وإذا ما حصل ركود اقتصادي عالمي فإن هذه المراكز الثلاثة غير قادرة على انتشال الاقتصاد العالمي من سباته.

علينا أن نستعد لسنين عجاف!

 

 

Email