محمد بن راشد وآمال العرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتسم تشخيص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي للعلاقة التي ينبغي أن تكون بين الحاكم في العالم العربي وشعبه بالإيجاز عندما كتب في تغريدته مع بداية هذا الأسبوع: «نرى اليوم حياة الملايين من الشباب العربي تتعثر وآمالهم تتبخر بسبب حاكم يخشى النوم بين شعبه»، إلا أن تلك التغريدة اتسمت بقدر كبير من العمق والواقعية، لتجسد واقع الحال في العديد من دول المنطقة، خاصة بعد كل الاحتجاجات التي شهدتها أغلب الدول العربية وكلها تعبر عن طموحات وآمال بسيطة يحلم بها أي مواطن أن تحققه له قيادته مستندين إلى ما تخطط له قيادة دولة لاستشراف المستقبل من أجل إسعاد شعبها خلال العقود القادمة.

لخصت احتجاجات الإنسان العربي التي استمرت لقرابة عشرة عقود تطلعاته في الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي بشكل عام وأكاد أجزم أن هذا الجانب الذي يركز فيه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فالإنسان العربي يريد تنمية توفر له احتياجاته الوظيفية وتساعده على القضاء على البطالة التي تعتبر «أم كل المشاكل» في العالم وتبعده عن استغلال تيارات ذات أجنده غير وطنية ولم يتطرق هذا المواطن إلى الحديث عن الجوانب السياسية إلا في جانب إبعاد الفاسدين منهم وأيقن أن بعضهم قبل لنفسه أن يكون مطية للآخرين أو قبل على أن يوظف نفسه في أن يخدم أجندات لأنظمة وحكومات لديها أطماعها ومشاريعها السياسية في البلاد العربية كما يحدث من تنظيم «الإخوان» ومن نظام قطر مع نظام أردوغان في تركيا أو مع سياسيي العراق والميليشيات الإيرانية المنتشرة في المنطقة مثل: حزب الله اللبناني أو الحوثيين في اليمن.

ويضيف سموه في التغريدة نفسها ما معناه: إن خوف الحاكم من أن يتواجد بين شعبه هو مدعاة لأن يخاف المواطن على مستقبله، وربما بدأت آثار هذا الخوف تبدو واضحة في عدد من الدول حيث إن هناك رفضاً لكثير من الشخصيات السياسية تطرح نفسها لتقود البلاد.

وما ينبغي الانتباه له أنه إذا كان الأمر في بدايته يتم عشوائياً ويمكن احتواء آثارها قدر الإمكان فإن ما يتم الآن (من خلال الملاحظة) أنها تتم بشيء من التخطيط لأننا أمام جيل مختلف في سلوكياته وله طموحاته وآماله التي لا تتعدى الحصول على حقه الوظيفي وتحفظ له كرامته وأمن مجتمعه بما يوفر له الاستقرار المستقبلي.

ومع انتهاء عام 2019 بكل ما فيه من أزمات ومشاكل أرهقت الشعوب العربية في مطالبة قادتها بأن يجيبوا على بعض مطالبهم أو تساؤلاتهم التي تحمل إعجاباً بما يفعله قادة دولة الإمارات والسعودية مع شعوبهم، فإن الإنسان العربي في مطلع عام 2020 لا يزال يتطلع إلى عام شعاره الاستقرار لأوطانه باعتباره أساس كل تجربة تنموية ناجحة وفق نظرية التجربة التنموية الإماراتية، ويتطلع أيضاً إلى الأمن بمفهومه الشامل الذي يشعره بأن مستقبله مليء بما يحقق له السعادة والتعاون والتسامح بين أفراد المجتمع الواحد وبعيداً عن التقسيمات وفق أجندة لتيارات سياسية.

ويتطلع هذا الإنسان أيضاً إلى أن ينجح قادته في وضع الأسس القوية التي تسد صفحة التدخلات الخارجية لتستطيع بلدانهم من أن تسير في طريق البناء والإعمار بروح وطنية جديدة وأن تشهد التنمية العربية بمفهومها الشامل قفزة كبيرة تضعها ضمن مؤشرات التنمية العالمية كما يحدث في دولة الإمارات الرائدة في مجال الاستعداد للمستقبل واستشرافه.

تبقى دولة الإمارات دائماً هي الأيقونة والنموذج المشرف للإنسان العربي بما حققته من إنجازات كبيرة على أرض الواقع في كافة القطاعات وعلى رأسها القطاع الاقتصادي الذي يشهد تنوعاً فيه من خلال تنشيط جوانبه المختلفة التي باتت تعتبر القوة الناعمة لها مثل السياحة الثقافية والرياضية فالاقتصاد هو المحرك الأساسي لقوة الدول وتأثيرها على الساحة العالمية، وها هي (دولة الإمارات) تدشن العام الجديد اليوم وكلها ثقة بما تفعله قيادتها ليس فقط في الحفاظ على المستوى الذي حققته، وإنما بمزيد من الطموح في مجال التنمية الشاملة المستدامة وفق العديد من المشاريع والمبادرات وعلى رأسها «إكسبو 2020».

 

 

Email