رسالة سلام من مصر إلى العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

أقيمت منذ أيام قليلة فعاليات المنتدى الثالث لشباب العالم في شرم الشيخ، الذي يضم أكثر من 5 آلاف مشارك من 196 دولة من مختلف قارات العالم.

ليكون هو الحدث الشبابي الأضخم والأكبر على مستوى العالم والذي تحول إلى منصة شبابية دولية للحوار وتبادل الثقافات.

انطلقت فكرة منتدى شباب العالم في أبريل 2017، حينما قدم مجموعة من الشباب المشارك في المؤتمر الوطني للشباب، الذي عقد في محافظة الإسماعيلية آنذاك مبادرة للانخراط في حوار مع شباب العالم، وتحول الحلم إلى حقيقة بعد 4 أشهر تقريباً.

حينما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي في يوليو 2017 في أثناء انعقاد المؤتمر الوطني للشباب في الإسكندرية تبنيه لتلك المبادرة الشبابية.

وإطلاق منتدى شباب العالم في شرم الشيخ، ليكون منصة شبابية عالمية في شرم الشيخ، يعقد مرة كل عام لكل شباب العالم.

عقد المنتدى الأول لشباب العالم في الفترة من 4 إلى 10 نوفمبر 2017، وشارك فيه نحو 3 آلاف شاب من 113 دولة.

بالإضافة إلى أصحاب الخبرات في مختلف المجالات من مصر والعالم، وتمت مناقشة قضايا دولية عديدة، أبرزها ما يتعلق بقضايا الهجرة واللاجئين، والديمقراطية وحقوق الإنسان.

والاستقرار والتنمية في إفريقيا، والعولمة والهوية الثقافية، والتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى جلسة محاكاة مهمة لمجلس الأمن الدولي.

منتدى الشباب هذا العام في نسخته الثالثة، الذي انطلق، أمس، يأتي في ظروف محلية ودولية مختلفة.

فقد استطاعت مصر بعد 3 سنوات صعبة من انطلاق قطار الإصلاح الاقتصادي أن تتجاوز «عنق الزجاجة» في خريطة الإصلاح الاقتصادي، ولأول مرة منذ سنوات طويلة بدأ الجنيه يستعيد بعض توازنه أمام الدولار، ليسجل ارتفاعاً ملحوظاً ومستمراً.

نتج ذلك عن زيادة تدفقات النقد الأجنبي، وارتفاع حصيلة تحويلات المصريين بالخارج، وزيادة عوائد السياحة، وارتفاع معدلات الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة.

وانعكس ذلك على انخفاض معدلات البطالة، وتراجع أسعار بعض السلع مثل السلع الغذائية، والأجهزة الكهربائية، والسيارات، والعقارات.

على الجانب الآخر، فقد نجحت مصر في توجيه العديد من الضربات القاتلة إلى الجماعات الإرهابية، ولعبت العملية الشاملة، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في فبراير 2018 الدور الرئيسي في تغيير الوقائع على الأرض.

وأصبحت اليد العليا للقوات المسلحة والشرطة هي المسيطرة على كامل الأراضي المصرية هي تجارب ملهمة اقتصادية وأمنية يضعها الشباب المصري أمام شباب العالم في النسخة الثالثة.

في محاولة لتحقيق المزيد من التقارب والتعايش المشترك لكل الراغبين في السلام والباحثين عن الاستقرار، بعيداً عن العنف والتطرف والإرهاب.

حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على دعم دور الدولة الوطنية، يأتي من واقع الخبرة العملية التي تعيشها الكثير من دول المنطقة، والتي وقعت في بئر انهيار الدولة الوطنية مثل العراق واليمن وسوريا والصومال.

الأمر المؤكد أن الشباب هم أكثر الفئات تضرراً من الأزمات والمآسي؛ لأنهم خاسرون في كل الأحوال، فهم إما «وقود للمعارك»، وإما أن تبتلعهم البحار والمحيطات في مراكب الهجرة غير المشروعة، أو في أحسن الظروف والأحوال يتحولون إلى لاجئين مطاردين في دول أخرى، إذا نجحوا في الوصول إليها.

أعتقد أن كل تلك المشكلات كفيلة بأن يتخلى الشباب عن سلبيتهم، ويتحولوا إلى قوة فاعلة في الحفاظ على «كيانات دولهم» لمواجهة تلك التحديات الخطيرة واجتثاث جذور الإرهاب من كل دول العالم، فالإرهاب كالسرطان ينتشر بقوة إذا لم تتم محاصرته وبتره وعلاجه.

لكل هذا، يناقش شباب العالم كل تلك التحديات وغيرها، بالإضافة إلى كيفية استخدام الفنون أداة لنشر ثقافة الوسطية والاعتدال لمحاربة الأفكار الظلامية والمتطرفة، التي تريد العصف بالحضارة الإنسانية.

رسائل كثيرة ومهمة وقضايا متنوعة ذخر بها جدول أعمال منتدى شباب العالم في نسخته الثالثة، من أجل نشر ثقافة التسامح والتواصل، وإحياء الجذور الوطنية.

وتبني القصص الملهمة من شباب العالم القادرين على تغيير واقعهم، لتكون تلك القصص طاقة إيجابية لكل الشباب اليائس والمحبط في كل دول العالم.

Ⅶ رئيس مجلس إدارة «الأهرام»

 

Email